كنا قد تناولنا في حلقات سابقة تجاوزات والي الخرطوم الأسبق إبان نظام البشير والذي قام بالتصرف في الكثير من أراضي العاصمة وبيعها وإهدائها لمن يريد، في حين أن الأرامل والأيتام وآخرين يلتحفون العراء كانوا يلهثون لسنوات من أجل تسليمهم قطع أراض ولو حتى في (سقط لقط)، في إحدى هنات الوالي قام ببيع أراض لجامعة المستقبل ويبدو أنه حدث لبس لأن الجامعة التي تسلمت شهادات بحثها كاملة اتضح أن الأراضي التي امتلكتها في الأساس ملك لمواطنين ولديهم شهادات بحث أصلية قديمة تثبت أحقيتهم وكان من المفترض أن يعود الحق لأصحابه وأن تعاد تلك الأراضي لأصحابها بموجب القانون خاصةً وأنهم أصحاب شهادات البحث الأولى .
ما حدث أن الجامعة بمقدرتها وسلطاتها استطاعت أن تضع يدها على الأرض ، وهي ترى أن الأرض ملكها بموجب شهادات البحث في حين أن الأرض في الأساس هي ملك لمزارعين بسطاء وهي جزء من مشروع مملوك للدولة وتبادل الطرفان البلاغات وكان على الدولة أن تتدخل لتنهي الأمر إما بالتعويض وإما برد مبالغ للجامعة وجبر ضررها أو جبر ضرر المزارعين ولكن ذلك لم يحدث ووضعت الجامعة يدها على الأرض .
بتاريخ 18أكتوبر الماضي أصدرت وزارة الزراعة والثروة الحيوانية والري ولاية الخرطوم خطاباً جاء فيه إن إجراءات جامعة المستقبل تمت باعتبار قرار الوالي رقم (5/2015) الخاص بالنزع الكلي للقطع الزراعية الواقعة بمشروع سوبا غرب الزراعي وأشارت الوزارة إلى أن الخطاب المذكور قد تم إلغاؤه وتعديله بالقرار (116/2016) بالنزع الجزئي للقطع الزراعية بالمشروع حيث لم توافق وزارة الزراعة على نزع (400) فدان للسكن الفئوي الذي يتضمن جامعة المستقبل وغيرها بقرار النزع (5/2015) وعليه فأن تمكين الجامعة من القطعة (1930) التنعيم بقرار إزالة صادر منذ عام 2015م أمر خاطئ إذ مضى عليه سبع سنوات فكيف يتم التنفيذ في عام 2022م وعليه دعت وجهت الوزارة بإعادة الأمور إلى نصابها وإزالة تعدي الجامعة على أرض المشروع .
بناءً على الخطاب الصادر تم تسليم جهاز حماية الأراضي الحكومية والمخالفات صورةً من الخطاب لإزالة تعدي الجامعة إلا أن الجهاز رفض تنفيذ الأمر الصادر فلمصلحة من لم يتم تنفيذ القرار ؟!
من المفترض أن تنفذ القرارات الحكومية الصادرة بحذافيرها إلا أنه يبدو أن هنالك جهات عصية على القانون وغير خاضعة له لذلك تقابل الكثير من قرارات المسؤولين بالصد، قضية أراضي مشروع سوبا غرب الزراعي مع الجامعة قد طالت ووالي الخرطوم ينظر دون أن يتخذ خطوةً أو يضع قدمه في المسار الصحيح ويبدو لي أن هذه المشكلة ستسير نحو انفلات أمني وتجمهر للمزارعين ، إن لم يتدخل الوالي بصفة عاجلة ويقوم بحلها .
كسرة ..
سبق أن تحدثنا عن تجاوزات بوزارة الصحة ولاية الخرطوم فأين والي الخرطوم مما يحدث في وزارة الصحة وغيرها من مؤسساته وملف الأراضي هذا سنفرد له مساحات وسنتحدث عن عمليات الإبدال التي تجري فيما يتعلق بالأراضي وكيف تتحول الأراضي فجأةً من اسم مالكها لاسم شخص آخر بقدرة قادر فكونوا معنا وقائمة الفساد تطول ..
صحيفة الانتباهة