أصدرت محكمة الجنائيات الدولية اليوم قرارا بحق الرئيس الروسي (فلادمير بوتن) على أنه مجرم حرب جراء الحرب الروسية على أوكرانيا.
إزاء هذا القرار الأممي ببرز السؤال التالي:
أيهما أصلح للشعوب العربية والأفريقية:
من يمارس الحرية ومن يدافع عن حقوق الإنسان ولو شكلا.
أم من يمارس سياسة الغاب علنا، وبلا أدنى خجل أو خوف من أحد؟
سياسة الغاب والتي يمارسها (بوتن) من حيث الاستفادة من تطوير أنظمتنا السياسية ليس لها أدنى منفعة بالنسبة لنا.
لن يكون للسياسة الروسية من أثر علينا سوى تفريخ وتربية الدكتاتوريات وتربية الطغاة.
أما الحرية المغشوشة والاهتمام الزائف الذي يتبدى في سياسة الدول الغربية من خلال سياستها تجاهنا ومن خلال قرارات الأمم المتحدة ونشاطات منظمات حقوق الإنسان ومواقف المحكمة الجنائية الدولية.
فهذه المنظومة الغربية في مجملها يمكن أن تمثل خارطة طريق لنا على ألا نستغل ونمارس هذه القيم كما تفعل هذه الدول.
ألا نتاجر بهذه القيم كما تفعل هذه الدول.
نرفع شعار الحرية لا كما ترفعه أمريكا.
ندافع عن قيم الحرية والسلام والعدالة لا كما ترفعه الدول الغربية.
فالفرق بين الدول الغربية ودول الشرق التي تمثلها روسيا والصين والهند هي أن الدول الغربية تروج لذات القيم التي نسعى نحن المسلمون لتحقيقها وهي قيم الحرية وحقوق الإنسان وقيم العدالة والديمقراطية وقيم العدل والسلام مع الفارق الكبير بيننا وبينهم وهو أننا نسعى فعلا لتحقيقها ويدعو لها ديننا الحنيف أما هم فمسعاهم لها خبيث.
مسعاهم لها من أجل أن تكون دعما استرتيجيا واقتصاديا وأمنيا لبلادها.
وبالتالي تشترك معنا الدول الغربية في رفع ذات الشعارات لكنها تختلف معنا كل الاختلاف في الممارسة والأهداف.
والأهم من ذلك أن الدول الغربية هم أهل كتاب وإن كانت هذه العقيدة حرفت ولم تكن سوى شكلا إلا أنها لا يمكن أن نجعلها في صعيد واحد مع الملاحدة وعباد البقر.
إن هدفنا يتلخص في نقطتين أساسيتين.
الأولى: من خلال ممارستنا السياسية إبراز أن الدين الإسلامي هو الدين الحق وهو الدين الذي نسخ جميع الديانات قبله، وهذه الدعوة أقرب إليها أهل الكتاب من غيرهم.
النقطة الأساسية الثانية: أن القيم التي ينبغي أن ندعو لها ليست قيم البغي والظلم والاحتلال هذه القيم الني تتبناها دول الملاحدة روسيا والهند والصين بصورة واضحة وسافرة.
ما ندعو إليه هو قيم الحرية والعدل والسلام وهي ذات القيم التي يتناولها الغرب ولكنه طمسها كما طمس قبلها الدين.
وبالتالي مسعانا يضرب في تجاهين.
* تجاه مرفوض كليا دينيا وأخلاقيا وهو تجاه الشرق(روسيا والهند والصين) وقطعا هذا الرفض لا يمنع التعامل والتبادل معها في جميع المجالات ولكن وفق خطوط حمراء لا نتجاوزها
* وتجاه يضرب ليس في الرفض بالكلية وإنما في التبديل والتعديل والتصويب وهو الأمر الذي يتعلق بالدول الغربية (دول اوروبا وأمريكا الشمالية).
فنعم الدين لله لكنه دين محمد صلى الله عليه وسلم.
ونعم الأخلاق التي ندعو إليها هي ذات المسميات التي ينادي بها الغرب وهي قيم الحرية والعدل والمساواة وقيم الديمقراطية) لكن ليست بذات ممارسة الغرب لها.
ليست باستغلالها من أجل كنس موارد العالم.
ليست بأن تأخذ قيم العدل بمكيالين بل بمكيال واحد كما قال ربنا جل في علاه 《 يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين…》 سورة النساء آية رقم (١٣٥)
شكرا المحكة الجنائية الدولية في قراركم القاضي يتحويل الرئيس الروسي إلى مجرم حرب.
وإن كان هذا القرار ليس بالنافذ، وإن كان ليس مقصود به بسط قيم الحق والعدالة لكن ميزته تكمن في كونه على الأقل لا يقف مع قوى الظلم والطغيان.
إن نور الإسلام قادم من أجل وظيفتين هما:
كنس الإلحاد وإزالة ممارسة الظلم والطغيان من جهة.
ومن جهة أخرى إعادة الدين الحقيقي المنقذ للبشرية وتصويب ممارسة قيم العدل وقيم السلام والحرية.
فهذا هو المنهج الرباني فهو الوحيد الذي يقضي ويزيل الكفر والطغيان المتمثل في دول الشرق الملحدة كما هو الوحيد الذي يحمل الدين الحق ويمارس القيم ممارسة حقيقية لا من أجل دين محرف بطلت دعوته بعد دين الإسلام أو الدفاع عن أهداف أخرى كما تفعل دول الغرب.
وقطعا بإذن الله سيأتي هذا اليوم.
صحيفة الانتباهة