يبدو أن الشعب السوداني موعود بالوجع في كافة الاتجاهات حتي الرياضة حيث لا أحساس بالغيرة الوطنية او النخوة كباقي شعوب العالم ولا فرق بين النصر والهزيمة في نظر هؤلاء اللذين يتلاعبون بإسمنا في المحافل الدولية رغم المؤازرة الكبيرة التي يجدونها من كافة قطاعات الشعب وهي تأمل لعل الفرح المفقود يأتي من تلك الاقدام التي تصيبنا بالحسرة في كل مرة.
لأن لا أحد يحاسبهم ويخرجون من الملعب وهم يضحكون رغم الخسارة ولا يهمهم في ذلك الإحباط الذي يعاني منه الملايين نتيجة ذلك الفشل ويركبون الفارهات ويغمرهم بعض المغفلين بالمليارات فإن زراعة الفرح والغيرة على الشعار والوطن هو آخر ما يفكرون فيه طالما أن وراءهم (مطبلاتية) سيرمون باللوم علي التحكيم وأرضية الملعب والطقس السيئ ولم نسمع يوماً بقول الحقيقية إلا من خلال حديث (الرشيد بدوي عبيد) الشهير والذي شاء المولي فيه أن يخرج الحقيقية للشعب على لسانه وهو الخبير الذي عاشر اللاعبين لعشرات السنين.
وعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وأكثر واقعية فالتعادل المخيب للآمال للهلال أمام صن داونز الجنوب أفريقي والتعادل القاسي للمريخ أمام الترجي بات بحكم المؤكد خروج فريقي القمة من البطولة الافريقية بلا (حمص) كالعادة ليس لأن الدعم لم يتوفر لهما أو أن الامكانيات لم توضع تحت أقدامهم بل لأن العقلية التي يتعاملون بها مع المباريات مادية والمقاتل من أجل المادة هو الأسرع استسلاما ولا يكون الثبات والفداء والاقدام إلا إذا ما قاتلت من أجل وطن تحبه وهؤلاء لا علاقة لهم بالوطن والوطنية.
لاعبينا لا تنقصهم المهارة أو اللياقة بل تنقصهم الغيرة والوطنية وهو إنعكاس طبيعي لكافة المجالات الأخرى بالوطن التي تنقصها الوطنية من سياسية واقتصادية وغيرها فالوطن وأفراح الناس هي آخر اهتمامات الجميع وجيل الشاب الحالي والاجيال القادمة هي من بدأت تستشعر الوطنية بعد إنفجار ثورة ديسمبر العظيمة وعلينا استغلال الأمر بزيادة الجرعات الوطنية بالمدارس ولكن بكل تأكيد بعد رحيل البرهان ولجنته الأمنية فلا أحد يمكن ان يستمع للدروس الوطنية ومن يحكمون بعيدين عن الروح الوطنية.
حب الوطن والغيرة الوطنية هي العلامة الفارقة التي تفصلنا على التقدم والرقي والاستقرار والأنانية وحب الذات وعدم التفكير في الاخر هي من دمرت هذا الوطن ولا فرق هنا بين الضابط في الجيش أو التاجر في السوق أو الموظف او العامل فإننا إن لم نتعلم الوطنية وحب التراب والغيرة عليه فلن نتقدم في أي مجالا كان ..
حبوا وطنكم أولاً ثم ابدأوا في تشغيل معاول البناء فلا بناء يقوم ونحن لا نحب اوطاننا.
الثورة مستمرة .
والقصاص أمر حتمى.
صحيفة الجريدة