بارح الفريق عبد الفتاح البرهان، المنطقة العسكرية للكر والفر في المعارك السياسية ، وتخطى اسلوب ( مع وضد ) هذه المرة والحديث عن عدم الرغبة في المواصلة في الإتفاق السياسي ، وتجاوز الوخز بالكلمات الذي كان يرسله للقوى السياسية وتجنب الحديث عن الخلافات العسكرية عسكرية .
لكن رغم ذلك قفز الجنرال الي منطقة أخطر، بطموح مرتفع، وقدم نفسه رئيس جمهورية ما بعد الفترة الانتقالية، فخطابه بالشمالية كان خطاب حملة انتخابية، استخدم فيه لغة شكر الحضور المحشود، والوقوف على مشاكلهم وتقديم الوعود لحلها وقالها صراحة (تعبكم دا ما حيروح ساكت له ما بعده) ووعدهم ان كل ما ينقص المنطقة من كهرباء و سيارات اسعاف سيتبرع به الجيش من مال المؤسسة العسكرية، وعبر عن سعادته بهتاف (جيش واحد شعب واحد)، احب الشعارات الى نفسه لأنه يجدد فيه الأمل والرغبة في حكم السودان .
وكل الوعود التي قالها البرهان لم يقل ان الحكومة القادمة ستقدمها لمواطن مروي وقراها، بل وعد بتقديمها لهم من خزينة المؤسسة العسكرية، (وعود مرشح للناخبين)
وقال إن الحكومة القادمة إن لم تقم بواجبها تجاهكم، ما بنخليها
!!
وهنا ظهر الرجل بهيئته الانقلابية، كيف لك ان تحاسبها وانت القائل إنك خرجت من السياسة، ما علاقة الثكنات بالحكومة التنفيذية، فحكومة سيحاسبها البرهان على الخطأ والتقصير يعني انه السلطة الأعلى بلا شك ويردف (الحكومة لو ما حققت ليكم مطالبكم ما تسكتو طالبوها بحقكم) فالبرهان يعلم ان الشعب السوداني كله (طالبو حق)، حق أكل عيشه وأمنه، وقتل ارواح الشباب وعام ونصف لم يسأل نفسه ماذا قدم فيها للمواطن، ففشل انقلابه جعل الشعب والوطن الآن في وجه المدفع، يقف على شفا حفرة حرب وصراع ، نسى البرهان ان ازمة المواطن السوداني الآن ليست لقمة عيش ومعاناة حياة ، الشعب السوداني همه كيف يظل حيا ليعيش !!
فالرجل اكد في خطابه ان حديث خروجه من السياسة اكثر الوعود السياسية (فالصو)، وان ما فعله من قبل بالحكومة المدنية يمكن ان يفعله مستقبلا، والأخطر ان البرهان يتحدث عن حكومتين في بلد واحد، حكومة الجيش والحكومة المدنية وفي الحالتين هو الرئيس.. فلسان الرجل يقول: ايها المواطنون إن لم تحقق لكم الحكومة القادمة مطالبكم سيحقق لكم الجيش ، لا تحملوا هما، يعني (انتو اختاروا مدنية والا عسكرية) عندكم حكومتين و( خزنتين كمان ) !!
طيف أخير:
جبريل ومناوي يؤكدان رغبتهما في التوصل لاتفاق سياسي ويطالبان حميدتي بتقريب وجهات النظر بينهما والموقعين للوصول الى حل ينهي أزمة البلاد الراهنة، مش قلنا ما في طريقة غير تلحقوا الجماعة!!
صحيفة الجريدة