بخاري بشير يكتب: المشروعات المشتركة هي الحل!

قبل يومين تحدثت عن المشروعات المشتركة التي تجمع السودان ومصر؛ والتي بصدد تدشينها في الفترة المقبلة؛ وهما مشروعا الربط السككي؛ ومد الخط الكهربائي الناقل.. ولأننا لن نمل الحديث عن العلاقة مع أرض الكنانة؛ بحكم الروابط التأريخية والمصير المشترك الذي يربط شعبينا؛ كان لا بد أن نتناول بعضاً من هذه العلاقة؛ وأهمها –في تقديرنا- التواجد السوداني الكبير بمصر؛ والذي قابله الجانب المصري بتقديم كثير من التسهيلات وبالأخص الطلاب الذين يدرسون في الجامعات المصرية بتخفيض يصل لـ 90% مقارنة مع بقية الأجانب.. ومبلغ الـ 10% الذي يدفعه الطالب السوداني نظير دراسته الجامعية أغرى العديد من الأسر لارسال ابنائهم بغرض الدراسة؛ خاصة بعد التدهور الذي أصاب التعليم في السودان.. فالجالية السودانية بمصر اما طلاب علم أو طالبين للعلاج أو لأغراض السياحة؛ وبالتأكيد في مثل هذه الظروف فان وجود المصالح المتبادلة بين الطرفين يكون كبيراً.. خاصة أن كثيراً من السودانيين أصبحوا لا يعتبرون أنفسهم في حالة اغتراب أو غربة عن الوطن عند تواجدهم بمصر.
هذه العلاقات الممتدة تحتاج لدعمها باستمرار ؛ وكما أشرت بعاليه ليس هناك داعم للعلاقات أكثر من اقامة المشروعات المشتركة؛ وحينها عندما ينظر الناس للفوائد الكبيرة مع الأشقاء المصريين سيكون لذلك أثره في صد الهجمات المتكررة التي يطلقها البعض للنيل من أرض الكنانة؛ ونعتها بأنها تفتح أبوابها لمنتوجات ومحصولات وثروة السودان الحيوانية؛ ولكن لهؤلاء نقول إن هذه المنتجات السودانية وصادر الثروة الحيوانية انما تخرج لمصر بالطرق الرسمية والمعروفة والمشروعة وذلك يعتبر في العرف الاقتصادي تبادلاً تجارياً ومنفعة متبادلة.
الذين يهاجمون مصر ويسيئون لها ينطلقون من مواقف ومصالح شخصية وحزبية تمثلهم لوحدهم؛ ولا تمثل عموم شعب السودان؛ الذي ينظر لمصر بمبدأ تكامل العلاقة وتنميتها لفائدة البلدين؛ وهؤلاء الذين يقدمون الاساءة لا ينظرون إلى مصلحة الشعب السوداني، يجب علينا أن نحافظ على علاقة الجوار وندعمها؛ ونطورها لا أن نعمل ضدها ونختلق الأزمات.. اننا نعلم ان هناك بعض الأحزاب وبعض الجماعات تحرض وتهاجم وتسيئ ولكنها أيضاً بهذا تسيئ للسودان؛ وتسيئ الى نفسها.
المطلوب من كل طرف تجاه الآخر كثير؛ وهو يفوق قدرات البعثات الدبلوماسية التي مهما اجتهدت يكون أداؤها (محدوداً).. نريد للسفارة السودانية في القاهرة بطاقمها المميز أن تقدم المزيد من الرعاية والاهتمام بالجالية السودانية الممتدة بأرض الكنانة؛ وليس هذا بالعمل السهل؛ أن تفي بمتطلبات مواطنيك؛ وفي ذات الوقت تسعى لتطوير وترقية العلاقات الأزلية.. وذات المطلب يجب أن يتوافر في طاقم السفارة المصرية بالسودان؛ لأن المطلوب مقارنة بالواقع على الأرض لا زال كبيراً.
لن تصل العلاقة مع مصر الى أوج تطورها بغير المشروعات الحقيقية على الارض؛ عندها فقط تعم المصالح المشتركة البلدين؛ ولن يكتمل الحلم بغير تدشين المشروعات التي تخدم مصلحة الشعبين؛ لذلك نحن ندعم بقوة اقامة المشروعات المشتركة لتتحدث التنمية بلسان مبين يكون هو الرد البليغ أمام أولئك الذين لا يعجبهم العجب.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version