مدير سابق بجامعة النيلين من الرجال الأقوياء والقادرين على تطوير الجامعة وذلك قبل سنوات قرر في يوم من الأيام أن ينشط في البحث عن أصول وممتلكات الجامعة لتوسعة الجامعة وإنشاء مزيد من المباني والكليات لتستوعب التزايد المستمر في أعداد الطلاب وبينما الرجل يخطط فإذا بأثنين من المسؤولين مصريي الجنسية حضرا إليه في المكتب تحدث أحدهما بلهجة سخيفة قائلاً : (بص حضرتك ..) وهذه العبارة طبعاً لن يأتي الخير من بعدها ولمح له بأنه لاينبغي عليه أن يعمل على توسعة الجامعة وأن عليه أن يجلس بكرسيه متفرجاً ويترك الحال كما هو ولكن الحديث لم يعجب رجلنا القوي فوقف وإكتفى بتوديعهما وأنهى بذلك المقابلة بعدها بيومين حضر إليه نفس الصديق الذي كان قد حضر مع المسؤول المصري وقال له بالنص (قررنا نشيلك وشلناك) وبعد أسبوع فوجئ الرجل بقرار إحالته، وهكذا تدار السياسة في السودان .
في عام 1993م تمت سودنت جامعة القاهرة فرع الخرطوم لتصبح جامعة النيلين سودانية وعندها أصدر نائب الرئيس الزبير محمد صالح قراراً بأيلولة كل أراضي جامعة القاهرة وكل الأراضي بمحيطها وكل بيوت الري المصري لجامعة النيلين وبالفعل في عهد المدير المقال تم استخراج (67) شهادة بحث لقطع أراضي إتضح أنها تابعة لجامعة النيلين ونشب خلاف بين الجامعة وقوات الشرطة بسبب أراضي القشلاقات والتي أشار النائب الأسبق الزبير محمد صالح في قراره بأيلولتها للجامعة ثم تم البناء على إحدى المساحات وتركت المساحة الأخرى شمال كلية التجارة والتي هي الآن عبارة عن بؤرة تهدد أمن وسلم المنطقة ليلاً ونهاراً عبارة عن رواكيب لتناول الأطعمة والمشروبات بأنواعها ، كان بالإمكان الاستفادة من هذه المساحة التي لم تتمكن جامعة النيلين من وضع يدها عليها بفعل تسوير الشرطة والآن هنالك لجان تحكيم وإجراءات جارية بين الطرفين مع العلم بأن الشرطة والجامعة لا ولن يحدث خلاف بينهما على قطعة أرض البتة نسبة للوعي بين الطرفين والتعامل برقي بينهما .
يفترض أن تتم الاستفادة من هذه المساحة أما بالبناء والتشييد والإضافة لتوسعة الكليات خاصةً أن هنالك نحو (8) كليات ليست لديها مبان ولكنها مستضافة في مباني كليات أخرى أو بالإمكان أن تصمم كساحة تمارس فيها الأنشطة وتقام فيها الاحتفالات او ان توفق أوضاعها ويعاد تخطيطها وتقسيمها بصورة تسهم في عكس وجه حضاري للجامعة وتعين العاملين فيها وتقلل من التلوث البيئي بالمنطقة .
نفس هذه المساحة كان هنالك أمير سعودي ينوى بناءها في شكل كليات وفنادق ولكن لم يحدث بسبب عدم حسم تبعيتها .
على ما أعتقد أن قصة الري المصري ماتت منذ الأزل وحكاية سكن مجموعات مخابراتية مصرية في عدد من البيوت التابعة للجامعة يتوجب حسمها كما يجب حسم الإعتداءات على الأراضي التابعة للجامعة جنوب جاكسون وفي شارع طلعت فريد وشروني والمقرن وعدد من المناطق .
يجب أن يطبق قرار أيلولة أراضي الجامعة للجامعة وأتركوا أمور السبع ورقات وراجعين لهذا الملف بقوة وسنوضح التدخلات وهوية قاطني تلك البيوت فتابعونا …
صحيفة الصيحة