بعد أن أثير الخلاف بين الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة، وبين نائبه وقائد الدعم السريع الفريق حميدتي، فها هي جاءت الأسافير مرة أخرى؛ لتردد أن هذا الخلاف الذي وقع بين الفريقين حل محله الاتفاق، وحلت محله الثقة التي أصابها الضعف والفتور في الفترة السابقة.
فإن كان الفتور سببه الخلافات السياسية الخاصة ب ( الاتفاق الأطاري) او تلك الخلافات الخاصة بتحديد مهام الجيش في الفترة الانتقالية.
او الخاصة بتحديد مهام الجيش من حيث قربه وبعده من الحكم.
أو تلك الخلافات الخاصة بإيجاد مهام جديدة للدعم السريع دون علم أو رضى من قيادته.
أوالخلافات الخاصة بإشكال دمج قوات الدعم السريع.
كل هذه الملفات إن كانت بالفعل ملفات عالقة، فلا يمكن بحال من الأحوال أن تحل بمجرد دعوة زواج للفريق البرهان والفريق حميدتي.
لا يمكن أن يحل الخلاف بين الفريقين من مثل تلك الوساطات التي تتدخل من أجل إصلاح ذات البين.
إن لم يكن هذا الخلاف لإشغال الرأي العام.
وإن كان فعلا هذا الخلاف قائما بين الجيش والدعم السريع، فلا بد أن يحسم من خلال القضايا العالقة والمختلف حولها.
أما خلق نوع من الاتفاق بين شخصي الفريق البرهان والفريق حميدتي من خلال دعوتهما والجلوس معهما في صالات الأفراح، فهذا اشبه من يغطي اشتعال النار بقماش، فإن هدأت بسببه الأحوال ووقف الهجوم بين الطرفين، فما هو إلا السكون الذي تعقبه العاصفة.
العاصفة التي لا تبقي ولا تذر.
الخلاف بين الفريقين يحسم من خلال:
* الاتفاق التام على خطة دمج الدعم السريع مع الجيش.
* العمل على سياسة كسب الوقت لا تجدي في عملية تنفيذ أو إلغاء (الاتفاق الإطاري).
وعليه لا بد من الاتفاق حوله أو فضه.
* علاقة الجيش بالعمليه السياسية كذلك لا بد ان تحسم فقصة ( كراع جوه وكراع بره) لها نهاية وسيتضح كل المستور كما حدث مع حكومة الخامس والعشرين من أكتوبر وكما حدث مع من قبلها.
* التحالفات الجزئية والتكتلات الغير معلنة كذلك لن تجدي إذا كانت تقوم على سياسة الإخفاء، وسياسة استغلال الأحداث.
كل مصالحة أو تخفيف للأزمات خارج هذه الأطر ستكون بمثابة التهدئة التي تسبق العاصفة.
ستكون بمثابة إشعال النيران خلف الأضواء وخلف الأنظار.
العمل السياسي كما أنه يتطلب الكثير من المرونة إلا أنه لا بد له من شفافية.
كما أنه لا يركز على كثير من الأحداث ويتبع معها سياسة التغافل إلا أنه لا بد له من خطة واضحة وراكزة.
كما أنه يمارس سياسة التمويه في كثير من الأحيان إلا أن عدم المصداقية، وعدم الاعتراف بالواقع والتلاعب عليه لن يحصد سوى الدمار والهلاك طال الزمن أو قصر.
نصر رضوان
صحيفة الانتباهة