المنظومة العسكرية تعطي الأحزاب السياسية درساً في السياسة. فلينما ظل البرهان وحميدتي يتوسطان بين القوى السياسية بشكل فيه أستاذية وفوقية مهينة للقوى السياسية الني يبدو أنها فقدت الإحساس بأمور كهذه، رفض البرهان وساطة قحت. و في النهاية نجحت وساطة من الأجهزة الأمنية في جمع الرجلين.
قيام قيادات من الجيش والشرطة والدعم السريع بجمع البرهان وحميدتي، فيه إشارة لوجود منظومة أمنية تتجاوز الأشخاص وبإمكانها أن تفرض الحلول عليهم. ومعنى ذلك، أن البرهان وحميدتي مجرد رجلين، وهناك دولة ومؤسسات.
هذا الأمر واضح وبديهي في مؤسسة الجيش تحديداً، وبقية الأجهزة النظامية من شرطة مخابرات. بخلاف الدعم السريع الذي يرتبط بشخص حميدتي وعائلة دقلو. ولذلك فالجديد في هذه الوساطة العسكرية هو وجود قيادات من الدعم السريع. معنى هذا الكلام أن هناك من يراجع حميدتي أيضاً في الدعم السريع.
من الطبيعي أن لا يكون قرار مثل المواجهة العسكرية والحرب هو قرار أشخاص، في النهاية هذه الأجهزة بقادتها وجنودها هي التي ستدفع الثمن ومن وراءها البلد والشعب.
على القوى السياسية أن تتعلم من العساكر كيف تحل الخلافات فيما بينها بدون تدخل من أحد، خصوصاً من العساكر، لعل ذلك يمنحها شيئاً من الاحترام ويجعل لها وزن وكلمة معهم.
حليم عباس