أعلنت الأمم المتحدة عام 2023 عاماً دولياً للدخن، بهدف خلق الوعي وزيادة إنتاج واستهلاك حبوب الدخن، حيث يعتبر الدُخن من الأغذية المفيدة لصحة الإنسان مع انخفاض متطلبات المياه والمدخلات لزراعته، وتأمل منظمة الأغذية والزراعة العالمية (الفاو ) من خلال السنة الدولية للدخن تحفيز الاهتمام بالدخن بين مختلف أصحاب المصلحة، بمن فيهم المزارعين والشباب والمجتمع المدني، ودفع الحكومات وصانعي السياسات إلى إيلاء الأولوية للإنتاج والتجارة في هذه الحبوب، وفي السودان يأتى الدخن بعد الذرة مباشرة من حيث المساحة والإنتاج بالسودان، ويبلغ متوسط المساحة المزروعة سنوياً بالسودان حوالى 6 ملايين فدان. وتتم زراعة حوالي 95% من هذه المساحة بولايات غرب السودان بكردفان ودارفور ثم القضارف وكسلا والنيل الأزرق وحلفا الجديدة.
وقال عضو مجلس السيادة الانتقالي، الطاهر أبوبكر حجر، في ورشة حول محصول الدخن الفرص والتحديات نظمتها وزارة الزراعة والغابات مؤخراً أن اختيار الأمم المتحدة لمحصول الدخن ليكون محصول العام ٢٠٢٣م ينبغي أن يكون دافعاً للقائمين على أمر الزراعة في البلاد لمضاعفة الجهد لزيادة إنتاج السودان من هذا المحصول، مؤكداً أهمية القيمة الغذائية لهذا المحصول الاستراتيجي، وأشار إلى أن السودان يعد من الدول الرئيسية المنتجة للدخن، كالهند والصين، مؤكداً على ضرورة مضاعفة الجهود لزيادة إنتاجية الفدان من الدخن، وذلك عبر استخدام التقانات والآليات الحديثة، مشيداً بالمنهجية العلمية التي تتبعها وزارة الزراعة والغابات في زيادة الإنتاج والإنتاجية، مؤكداً أن السودان يتمتع بموارد طبيعية كبيرة في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية والموارد الأخرى التي تمكنه من أن يحتل الريادة إقليمياً ودولياً في مجال الأمن الغذائي.
وقال وزير الزراعة والغابات المكلف الدكتور، أبوبكر عمر البشرى، إن وزارته وضعت خطة استراتيجية لزيادة إنتاج البلاد من الدخن باعتباره من المحاصيل الغذائية التي تعتمد عليها شرائح واسعة من المجتمع السوداني، مشيراً إلى اختيار الأمم المتحدة لمحصول الدخن ليكون محصول العام ٢٠٢٣م. وأبان أن الموسم السابق شهد إنتاجية بلغت ٨ ملايين طن دخن، مبيناً أن السودان بما يمتلك من إمكانيات يمكن أن يكون في مقدمة الدول المصدرة للدخن.
وستقام في نيالا بجنوب دارفور، النسخة الثانية لمهرجان الدخن السنوي في الفترة 11- 13 مارس الحالي بمتحف جنوب دارفور المجتمعي ومنتجع تكتيك السياحي، وأكد رئيس مبادرة مهرجان الدخن السنوي بنيالا، أشرف أحمد سعد، أن الدخن يمثل أهمية خاصة لإنسان دارفور لبعده الاقتصادي، الاجتماعي، السياحي والثقافي، بجانب استعماله في الكثير من الصناعات الغذائية المتنوعة والمتعددة. وقال إن من أهداف المهرجان حفظ التراث الإنساني؛ خاصة أن دارفور بها اراضٍ زراعية مطرية واسعة صالحة للزراعة، وسنعمل لاستصلاحها بعد تجاوز التحديات المتمثلة في توفر التقانة، التمويل، التقاوي حتى تسهم في التعافي الاقتصادي، وأكد على أن هناك شراكات جديدة تدعم وتطور زراعة الدخن مثل السفارة الهندية بالخرطوم، والشركة السودانية العربية للبذور، مؤكداً أن هنالك مهرجاناً آخر بداية الموسم الزراعي، بتمويل من السفارة الهندية ينظم شهر مايو من هذا العام نسبة لاختيار الأمم المتحدة عام 2023 عاماً للدخن، وستشارك السفارة الهندية بالخرطوم الاحتفال بالسنة الدولية للدخن في نيالا، حيث أكد السفير الهندي بالخرطوم السيد باوا سيد مبارك أن السفارة ستتعاون مع جنوب دارفور للترويج للسنة الدولية للدخن.
وقال المدير العام لمنظمة الأغذية والزراعة، شو دونيو، في حفل افتتاح السنة الدولية للدخن مؤخراً.. إن حبوب الدخن محاصيل أسلاف هائلة وذات قيمة غذائية عالية، وشدد على أن الحبوب يمكن أن تلعب دوراً مهماً “وتساهم في جهودنا الجماعية لتمكين المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، وتحقيق التنمية المستدامة والقضاء على الجوع والتكيف مع تغير المناخ وتعزيز التنوع البيولوجي وتحويل أنظمة الأغذية الزراعية، وقال إن زيادة إنتاج الدخن يمكن أن يدعم سبل عيش المزارعين أصحاب الحيازات الصغيرة، وأن يوفر وظائف لائقة للنساء والشباب، كما باستطاعة الإيرادات المحققة تعزيز النمو الاقتصادي. وشدد على أن السنة الدولية والدفع نحو زيادة إنتاج الدخن سيسهمان في خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
صحيفة اليوم التالي