مع دخول فصل الصيف واقتراب شهر رمضان المعظم عادت قطوعات الكهرباء بشكل مفاجئ الأمر الذي آثار حفيظة المواطنين وامتعاضهم وتخوَّفوا لما ستؤول إليه الأوضاع بعد أن عادت القطوعات بشكل مكثف منتظم صباحاً ومساءً وبدون برمجة واضحة أو معلنة في كافة المناطق، حيث امتدت القطوعات في بعض الأحياء إلى 5 ساعات، وأكثر وتأثرت بتلك القطوعات المؤسسات والمحال التجارية التي جأر أصحابها بالشكوى لتكبدهم خسائر مادية كبيرة نتيجة للقطوعات غير المعلنة.
عودة مولدات الكهرباء
في جولة لـ (الصيحة) في عدد من أسواق الخرطوم وعدد من الأحياء ومراكز الخدمة والمرافق الصحية رصدت استخدام مولدات الكهرباء مما يشير إلى أزمة كبيرة في مستوى الإمداد الكهربائي.
تخوُّف وحذر
وشكا عدد من المواطنين من القطوعات المتكررة صباحًا ومساءً ولساعات طويلة، وتخوَّفوا من استمرار القطوعات خاصة وشهر رمضان على الأبواب.
وقالوا: إن التجارب علَّمتهم أن استقرار التيار الكهربائي صيفًا يبدو حلماً “بعيد المنال” وفق ما اعتادوا عليه في مثل هذه الأيام سنويًا.
وبدأت المواطنة سندس عدلان، حديثها لـ(الصيحة) غاضبة، وقالت: تفاقمت علينا المشاكل والضغوط من كافة الاتجاهات سخانة في (الجو والجيب) وماعندي شئ أقوله إلا حسبنا الله ونعم الوكيل ورمضان على الأبواب لذلك نناشد المسؤولين بالنظر للوضع المعيشي للمواطن الذي لا حول ولا قوة له.
أزمة حقيقية
واعتبر خبير في الطاقة مهندس شوقي سعد محمد، أن انقطاع التيار الكهربائي لفترات متقطعة داخل الخرطوم ولساعات طويلة، يكشف حجم الأزمة الحقيقية في قطاع الطاقة الكهربائية مقابل حاجة البلاد للكهرباء التي تزداد يومياً، وقال: إن الطاقة الكهربائية أصبحت من الضروريات في حياة أي مواطن.
في حين اعتبر الخبراء أن الطاقة الكهربائية المتاحة والمنتجة بالسودان أقل بكثير من حجم الاستهلاك .
وأضاف في حديث سابق لـ(الصيحة)، رغم توقف كثير من المصانع بسبب ندرة الطاقة الكهربائية وارتفاع تعريفة الكهرباء التي تسبب في تكلفة الإنتاج وتحمُّل المواطنين الزيادات في قيمة تعريفة الكهرباء والتي تسدّد مقدَّماً وتهلك طاقة المواطن المعيشية، إلا أنه يعاني من القطوعات ربما في كثير من الحالات تتعطل الكثير من المعدات الكهربائية للمواطن في ظل عدم وجود أي حماية قانونية للمواطنين.
وأشار خبير الطاقة، إلى دور عقود الإذعان في مسألة الكهرباء، مردفاً ” في كثير من الحالات تبرر القطوعات بسبب إصابة المعدات والخطوط بأعطال وهذا يعني بأن المعدات المعنية قد استهلكت كثيراً ومنها الذي نفذت فترته الافتراضية، وتابع: في ظل عدم وجود(اسبيرات بارت) بسبب الحال الاقتصادي سيظل الوضع كما هو إذا لم يكن أسوأ، قائلاً: إن الحديث عن سد مروي هناك معلومات تفيد بأن التوربينات المولدة للكهرباء قد بدِّلت من ألمانية إلى صينية عند تركيبها، وأن ذلك تم وفق فساد إداري ومالي، وهذا ربما يكون السبب الرئيس في تقليل حجم الإنتاج الكهربائي من سد مروي خلافاً للطاقة التصميمية.
ويرى مهندس شوقي أن الأزمة تتمثل في نقطتين رئيستين وهي قلة الحجم المنتج بالمقارنة مع حجم الاستهلاك وحاجة البلاد والنقطة الأخرى هي المعدات التي انتهت فترتها الزمنية في ظل عدم وجود إسبيرات أو إمكانية استيرادها، مشيراً إلى أن المحوِّلات أصبحت تتحمَّل أكثر من طاقتها التصميمية بسبب حجم العمران والتوسع طولياً وعرضياً ما أدى إلى ضعف قوة التيار بالتالي انقطاعه، واصفاً حديث جبريل، وزير المالية حول الاستثمار في الكهرباء بحديث العاجزين، لأن الكهرباء تعتبر خدمة للمواطن وللبلد ومن البُنى التحتية التي يجب توفيرها وأن ترك الأمر أن تكون الكهرباء استثماراً هذا يعني أن ترتفع تكلفة كل المنتجات بسبب كلفة الإنتاج والمستثمر في القطاع نظرته في الفائدة المرجوة من الاستثمار في هذا القطاع، قاطعاً بأنه في ظل هذا الوضع السياسي والسيولة الأمنية لا يمكن أن يغامر أي مستثمر أجنبي أو داخلي برأسمال في أي نشاط استثماري ناهيك عن قطاع الكهرباء، مشيراً إلى الطاقات الحرارية التي بدورها تعاني البلاد من شح الوقود بسبب الحالة الاقتصادية وندرة النقد الأجنبي.
تقرير- سارة إبراهيم
صحيفة الصيحة