أصبحت أحد أهم اتجاهات الحكومات الغربية في الوقت الحالي قيام موظفيها بحظر تطبيق تيك توك من الهواتف وبدء التحقيقات في طريقة جمع البيانات الخاصة بها، حيث انضمت كندا هذا الأسبوع إلى الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في حظر تطبيق وسائل التواصل الاجتماعي على الأجهزة الحكومية.
وبحسب موقع «CBC.ca» التابع لهيئة الإذاعة الكندية، جاءت هذه الخطوة بعد أيام فقط من إعلان هيئة مراقبة الخصوصية الفيدرالية أنها ستحقق في الأمر، إلى جانب 3 مقاطعات، فيما إذا كانت منصة «تيك توك» وشركتها الأم ByteDance ومقرها الصين تلتزم بقوانين الخصوصية الكندية.
لكن معظم مستخدمي «تيك توك» في كندا ليسوا موظفين حكوميين وسيستمرون في السماح للتطبيق بالوصول إلى بياناتهم الشخصية مع كل مقطع فيديو يشاهدونه أو يعجبون به أو يعلقون عليه، حتى عندما لا يتفاعلون مع التطبيق.
وفي حين أن معظم تطبيقات الوسائط الاجتماعية تجمع وتخزن بيانات المستخدم، فإن الكمية التي يجمعها تيك توك، ومدى شفافيته فيما يتعلق بما يجمعه، هو ما يثير قلق بعض خبراء الأمن السيبراني.
ما يجمعه تيك توك منك
بمجرد تنزيل التطبيق وفتحه على هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي، سيتعرف على الكثير عنك.
تحدد شروط الخدمة الضخمة ما توافق عليه؛ الوصول إلى البيانات الشخصية مثل جهات الاتصال والتقويمات ومعلومات حول الجهاز الذي تستخدمه ونظام التشغيل وموقعك.
مثل الأنظمة الأساسية الأخرى، بما في ذلك فيسبوك ويوتيوب، يراقب «تيك توك» أيضًا المحتوى الذي تتفاعل معه ومدة ذلك.
لكن التطبيق يراقب أيضًا كيفية استخدامك لجهازك وكيف يعمل، بما في ذلك أنماط ضغط المفاتيح أو الإيقاعات، وحالة البطارية، وإعدادات الصوت وأجهزة الصوت المتصلة، وفقًا لهذه الشروط.
كما أنه قادر على تحديد الأشياء والمشاهد التي تظهر في مقاطع الفيديو الخاصة بك، والموقع داخل صورة ملامح الوجه والجسم ونص الكلمات المنطوقة.
تقول هايدي توريك، رئيسة البحث الكندية ومديرة مركز دراسة المؤسسات الديمقراطية في جامعة كولومبيا البريطانية، إن 99% من الناس لن يقرأوا عشرات الصفحات من شروط الخدمة، وسيوافقون عليها مباشرة.
بيانات GPS الدقيقة
تعتمد أعمال وسائل التواصل الاجتماعي على هذه التحليلات لبيع الإعلانات، وتطوير إصدارات جديدة من البرامج، وتخصيص المحتوى لعادات المستخدمين.
لكن روبرت بوتر، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي المشارك لشركة الأمن السيبراني Internet 2.0، يقول إن تيك توك ليس شفاف تمامًا مع أكثر من 1.5 مليار مستخدم، إذ قامت شركته بفحص تطبيقات وسائل التواصل الاجتماعي بما في ذلك تيك توك وإنستجرام وفيسبوك وواتس آب المملوكة لشركة ميتا، ووجدت أن تيك توك يجمع كما هائلا من البيانات.
على سبيل المثال، يقول «بوتر» إن تيك توك يمكنه جمع بيانات موقع GPS دقيقة من المستخدمين، بدقة أكثر بكثير مما اعترفت به الشركة في السابق.
ليس ضار بشكل صريح
قام بايليون لين، الباحث في سيتزن لاب، بجامعة تورنتو، بكتابة تقرير عام 2021 لتحليل أمان وخصوصية تطبيقي تيك توك ودوين، المتاح في الصين، خاصة أنهم يستخدمون نفس الرمز.
وذكر ذلك التقرير أن أيا من التطبيقين يبدو أنه يظهر سلوكًا ضارًا بشكل علني يشبه البرامج الضارة؛ ويجمعا معلومات معينة فقط بإذن من المستخدم، باستثناء فقط أن «دوين» يحصل أيضًا على عنوان التحكم في الوصول إلى الوسائط (MAC) الخاص بالجهاز.
يقول «لين» في مقابلة إنه حتى إذا قمت بإعادة ضبط الهاتف بالكامل ومسح جميع المعلومات الشخصية، فإن عنوان (MAC) لا يتغير، ولا يزال من الممكن استخدام هذه المعلومات لتحديد هوية المستخدم.
مع ذلك، يحظر كل من جوجل وآبل تطبيقات الجهات الخارجية من جمع عناوين (MAC)، و«دوين» غير متوفر في متجر تطبيقات أي من الشركتين.
وفقًا لتقرير صدر عام 2020 في صحيفة «وول ستريت جورنال»، فإن تيك توك يتجنب حماية الخصوصية في نظام تشغيل أندرويد من جوجل لجمع عناوين (MAC) من ملايين الأجهزة لأكثر من عام.
رغم ذلك، أخبر تيك توك الصحيفة في ذلك الوقت، أن الإصدارات الأحدث من التطبيق لا تجمع عناوين (MAC) مثل هذه الأجهزة.
المصري لايت