الخرطوم – نبيل صالح
عاد نائب رئيس المجلس السيادي محمد حمدان دقلو إلى الخرطوم بعد زيارة استغرقت أكثر من أسبوع للإمارات العربية المتحدة، وجاءت زيارة حميدتي للعاصمة الإماراتية وسط تكهنات بمواجهات قد تتطور إلى عسكرية بين الدعم السريع والجيش، على خلفية الخلافات الحادة والتراشق الإعلامي بين قادتهما. وفي تقدير المراقبين أن الخلاف بين حميدتي والبرهان أخذت أبعاداً إقليمية، ودولية، وأثار قلق الداخل، وينظر البعض للزيارة بأنها تأتي لإنهاء حالة الخصومة بين الجيش والدعم السريع.
حليف لـ”أبو ظبي”
ويعتقد المحلل السياسي د. عبد الرحمن أبو خريس أن حميدتي يعتبر حليفاً استراتيجياً لأبي ظبي ومن هذا المنطلق تحرص العاصمة الإماراتية على سلامة الرجل ووجوده في أي سلطة يقررها السودانيون، وأضاف أبو خريس أن أهمية زيارة حميدتي للإمارات لا تكمن في مدة الزيارة، إنما في الخلاف بين البرهان وحميدتي. وأضاف أن ما يدور بين الرجلين من مساجلات تثير قلق القوى الإقليمية أيضاً لما لها من أبعاد قد تهدد مصالح الإمارات والسعودية وأطماعهما في احتكار موارد السودان، بيد أن أبو خريس يعتقد أن الغرب (أمريكا وأوربا) تركا ملف السودان للإمارات، وهذا وضح تماماً في الزيارات الماكوكية من مسؤولي البلدين. وتابع (من مصلحة المجتمع الدولي تهدئة الخلافات بين البرهان وحميدتي وخلق توازن بينه وبين البرهان لضمان عدم تغول الدب الروسي، وأعتقد أن الإمارات رتبت مسألة دمج الدعم السريع في الجيش مع إعطاء حميدتي ضمانات تبقيه في المشهد، سواء بالبزة العسكرية أو البدلة المدنية.
وعاد أمس الأول نائب رئيس مجلس السيادة الفريق محمد حمدان دقلو من دولة الإمارات العربية المتحدة، بعد زيارة استمرت عدة أيام.
حميدتي والبرهان
وحسب مصادر إعلامية فإن دقلو وصل الخرطوم بعد الواحدة نهار الخميس على متن طائرة خاصة وكان في استقباله بعض المسئولين في مجلس السيادة وقيادات الدعم السريع، وحسب المصادر فإن لقاءً مرتقباً يتوقع أن يتم بينه ورئيس مجلس السيادة الفريق عبد الفتاح البرهان مساء اليوم، حيث سيغادر الأخير صباح غدٍ الجمعة إلى الدوحة للمشاركة في مؤتمر الأمم المتحدة للدول الأقل نمواً. وكانت شائعات راجعت بأن صداماً قد ينشب بين القوات المسلحة والدعم السريع، وأن قائد قوات الدعم السريع سيطول به المقام بدولة الإمارات.
اللعبة السياسية
ويرى المحلل السياسي سعد محمد أحمد أن زيارة حميدتي تحمل أكثر من دلالة في إطار اللعبة السياسية بين حميدتي والبرهان، وأضاف (كلاهما يبحثان كسب الأطراف الإقليمية ولاسيما التدخلات الإقليمية في شؤون السياسية الداخلية التي أصبحت مسألة علنية، خاصة بعد انقلاب ٢٥ أكتوبر. ويمضي سعد بقوله لـ(الحراك) إن البرهان وحميدتي يسعيان للخروج الآمن وضمان مستقبلهما السياسي، وفي حالة العدم يبحثان عن حياة آمنة بكسب الداخل والخارج وكل منهما يلعب بالمتاح لديه. عليه لذلك نشهد تبادل الزيارات يحضر حميدتي من الإمارات ليسافر البرهان لقطر. واستطرد “الأيام القادمة ستكشف الكثير من المسكوت عنه ولا سيما من جانب البرهان الأقرب لمحور مصر، بينما حميدتي أقرب لمحور الإمارات.
وتابع “أما مسألة حسم الصراع بين الجنرالات هي على عاتق الشعب السوداني الذي بيده حسم الفوضى، وقال (مسؤولية الانقلاب يتحملها الطرفان ولا سيما بعد اعتراف الرجلين بأن ما حدث في ٢٥ أكتوبر كان انقلاباً)، لكن من وراء الانقلاب من الدول الإقليمية ومن التنظيمات الداخلية السياسية، ستبين مع اتساع رقعة الخلاف، وأتوقع فشل الإطاري بسبب صراع الرجلين وحينها ستكون الكلمة للشارع الثوري.
الحراك السياسي