عبد. الله مسار يكتب: فيتو الحرية والتغيير المركزي على أهل السودان

قامت ثورة بالسودان في ديسمبر 2018م، وهذه الثورة تراكمية، ناضل فيها أغلب أهل السودان، ودفع فيها أغلب القوى السياسية أثماناً كبيرة، بما في ذلك الحركات المسلحة.
ولكن بعد سقوط الإنقاذ، تكوّنت الحرية والتغيير المركزي، وأدارت المرحلة بعد توقيع الوثيقة الدستورية، وتولّت الحكم، وكوّنت حكومة د. حمدوك وشاركت العساكر في مجلس السيادة وصارت حاكمة البلاد، ولكن لضيق أُفقها ولأنها احتكرت الرأي والفعل، ولأنها مارست الغُبن والعزل السياسي، لم تستطع أن تُحافظ على قيادة البلاد، ودخلت في صراعات مع بعضها البعض، مما أفقدها الكثير، كما دخلت في صراع مع العساكر، وكذلك أبعدت كثيراً من صناع الثورة، وهي ليس لها وجود في الشارع، فلست أدري علامَ هذا الاستعلاء والشعور بالعظمة، خاصةً وأنّ حق المواطنة يشمل الجميع، وما هي المعايير التي تعتمدون عليها في عزل القوى السياسية، إذا المشاركة في الإنقاذ جميعكم شاركتم، وإذا التغيير الذي حدث في ديسمبر 2021م والذي اعتبرتموه انقلاباً أنتم الآن وقّعتم الاتفاق مع العسكر الذين قاموا بالانقلاب، فما هي الأسباب التي تجعلكم تُسيطرون على الفترة الانتقالية حكماً وقيادةً، وتنزعوا منا حق المواطنة، ومن بين ذلك المشاركة في القرار والسلطة؟!
إذا اعتقدتم أنّ درقتكم المجتمع الدولي، وآلية ثلاثية ورباعية هي التي تمنحكم هذا الحق، فإنّ ذلك وَهمٌ!!
حكم السودان يتم بطريقتين:
1/ وفاق وطني وتراضٍ سياسي يشترك فيه أهل السودان عامة إلا من ارتكب جنحة أو جناية، ولكن العزل السياسي مُستحيلٌ.
2/ انتخابات حرة ومباشرة، واعلموا أن الاستهبال السياسي انتهى في السودان، ليس هنالك شخصٌ في السودان عنده حق الفيتو على أيِّ سوداني، والحكم بالقانون، والقانون يتم بالوفاق والتراضي الوطني في حال الفترة الانتقالية وفي حالة الحكم المدني الكامل عبر الانتخابات.
أما التدخُّلات الأجنبية، فلن تستطيع أن تحكم أي مجموعة سودانية علينا أبداً مهما قالوا وعملوا وضغطوا على العساكر، لا يُغيِّر موقفنا كشعب وقوى سياسية ومُجتمعية.
المهم، تعالوا نتّفق كسودانيين في إدارة الفترة الانتقالية، ونتنازل لبعض، ولكن الخارج لا يسلم ويثبت حكماً.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version