زاهر بخيت الفكي يكتب: الجُرم موثّق يا بطل..!!
نقول لمن ظنّوا بأنّ النظام الذي يقتلون ويضربون العُزّل لأجل أن يبقى، سيحميهم من تبعات أفعالهم القذرة، أو سيحول بينهم وجرائمهم النكراء، خاب ظنكم، وواهمٌ هو من ظنّ بأنّ الزي الذي تدثّر به، والنُجيمات الموضوعة في كتفيه، تمنحه الحق في اطلاق يده في خلقِ الله، وأنّها كافية لتبرئة ساحتٍهِ من الجُرم الشنيع المُتعمّد، ولغسيل يديه من دماءِ أبرياء، خرجوا بحثاً عن حقٍ مسلوب، وأمنٍ مفقود، وعن دولةٍ غيّبتها الفوضى، وزعزعت استقرار أهلها المطامع، فخرجوا للشوارع، بلا دوشكاتٍ أو مدافع، لاسترداد حقهم الضائع، فمن حلّل لكم قتلِهم، ومن أمركم باطلاق الرصاص الحي ضدهم.
عندما نسمع أحدهم يصيح ويُكرر، كَتَلوا كًتَلوا كَتَلوا، نفهم من الرسالة، بأنّ الشخص أمامه جريمة فيها قاتِل ومقتول، قد نُصدِق أو لا، والجريمة هُنا موثّقة صورة وصوت، فالضابط القاتِل، يُطلِق في الرصاص، بلا خوف من هُتافات، وبلا مُبالاة من كاميرات، تتربّص به، وتوثِق في جريمتِه، وهو يُمسِك بسلاحه خائفاً مرعوبا، وكأنّه في غابةٍ احتوشته فيها حيواناتٍ مُفترِسة، أو في حربٍ تفاجأ فيها بكمينٍ للعدو، عليه أن يُدافِع عن نفسه بهذه الطريقة التي رأيناها، يا قاتِل يا مقتول، والمقطع الذي رأيناه، ووابل الرصاص الذي سمعناه، دفعنا للاعتقاد بأنّه هالكٌ لا محالة، إن لم يقم باستخدام سلاحه الفتاك، أمام صبية لا يحملون شيئاً في أيديهم.
ما هي مُبرراتكم الأن، يا قادة شُرطة السودان..؟
صوت الرصاص سمعناه، والضابط المُمسِك بسلاحه رأيناه، وبيان اعترافكم قرأناه، فليتكم أخبرتمونا، هل يُوجد في قانون الشرطة، ما يُبيح لمنسوبيها، قتل الناس لمجرد خروجهم للطُرقات للبحث عن حقوقهم المُضاعة، وهل أمر القائد الذي أرسل الضابط القاتِل لهذا الموقع، بأن لا يتوانى في اطلاقِ الرصاص، في حال رأى أحد الصبية يحمل حجرا (مثلا)، أو اقترب من مكانِهِ الذي يقف فيه، وما هي المُبررات التي تُبيح للضباط أصلاً اطلاق الرصاص لغير المُجرمين المُدرجين في القوائم الخطرة، وحتى هؤلاء حسب علمنا لا يجب قتلهم هكذا، إلّا في حال المُقاومة العنيفة، وهل استحدثتُم في قانونكم فقرات تضع الثائر الأعزل في مكان المُجرم الخطير الهارب من العدالة.
نقول للجاني، هل تشعُر الأن بفرح البُطولة ونشوتها، فماذا أنت قائلٌ لوالدك ووالدتك، وماذا تركت لأبناءك الصغار (إن) كان لك أبناء، عندما يتحدثون عنك غدا، هل هُم أبناء بطل يجب أن يُفاخروا به، أم أبناء قاتلّ لنفسٍ حرّم الله قتلها، ووعد في قرآنِه المجيد بأنّ الخُلد في جهنم هو الجزاء، ووالذي لا إله إلّا هو لا ينفعنك يومها من قتلت لأجلهم هذا الشاب البرئ.
لا حول ولا قوة إلّا بالله، نسأل الله أن يتقبّل إبننا إبراهيم شهيداً عنده، ونسأل المولى أن يُلحقه بالشهداء والصالحين، ويُعوِّض شبابه الجنّة، وجميع رفاقه الذين مضوا إلى ربهم،
صحيفة الجريدة