عبد الله مسار يكتب: رسالة إلى الفريق أول البرهان

السيد الفريق أول البرهان رئيس مجلس السيادة، رجل مهول وصبور، ونفسه هادئ، جاء إلى رئاسة مجلس السيادة من رحم القوات المسلحة ذات التاريخ العريق والتضحيات الكبيرة، بعد أن قامت ثورة ديسمبر 2018م، عقب رفض الثوار الفريق أول عوض ابنعوف في مجلس السيادة وجيء بالفريق أول البرهان والفريق أول محمد حمدان دقلو نائباً له، ومرت فترة قيادتهما للبلاد بأزمات كبيرة، أهمها التدخل الخارجي في شؤون السودان، حتى جعل السودان كأنه محكومٌ من الخارج (استعمار جديد بطريقة ناعمة)، وهذا الاستعمار انحاز لبعض القوى السياسية وصار حاضناً لهذه القوى.
ثانياً القوى السياسية التي سيطرت على المشهد هي قوى صغيرة، أبعدت حتى القوى الثورية الفاعلة دون معايير واضحة للعزل.
ثالثاً أقصت الشعب صاحب الحق الأساسي.
رابعاً دخل الرئيس ونائبه في صراع سياسي حول رؤية كل واحد للحل السياسي وأثّر هذا على موقفهما العسكري، هذه الأمور عقّدت المشهد السياسي، بل جعلت الأمر العسكري أكثر تعقيداً، وجعلت الشعب السوداني في توجس شديد، وخاف على مصير السودان، لأنه دب الصراع بين الفريق أول البرهان والفريق أول محمد حمدان، وبدأت التصريحات بين الرجلين علنية، وواضح من هذا الخلاف أن المشروع الذي تسعى له القوى الخارجية قد بدأ في التنفيذ، حيث إنهم يرغبون أن يتقاتل الجيش والدعم السريع، ليسمح ذلك للأمم المتحدة بالتدخل تحت البند السابع، ليأتي للسودان الاستعمار المباشر بسبب انهيار الدولة، وتكون السودان دولة فاشلة!
ولذلك، الأخ البرهان أنت رجلٌ لك تجارب كثيرة، وملمٌ وعالمٌ بكل ما يُحاك ضد السودان في الداخل والخارج.. مطلوبٌ التحلي بالحكمة وحل كافة الخلافات دون الوصول إلى رفع السلاح بين الجيش والدعم السريع، لأنّ ذلك يعني (ميتة الولد وخراب البلد)!
ولذلك دعوتي لك وللأخ حميدتي أن تُجنِّبا البلاد أي صدام عسكري، لأنّ ذلك يذهب بريح البلد.
أخي البرهان، السودان في ظرفه الحالي لا يحتمل أيِّ خصومة بين الجيش والدعم السريع، ولا حتى خلاف بينك وحميدتي، لأنّ هذا الخلاف مضرٌ بكل السودان وأهله، خاصةً وأنّ السودان به كراهية زائدة وأغبان مفتعلة، وفيه تدخلٌ أجنبي سافر، يتمنى أن يتم الصدام بين القوات المسلحة والدعم السريع ليحقق مُبتغاه كما حدث لبلدان أخرى.
أخي البرهان، أنت قائد البلاد، يجب أن تُجنِّب بلادك إراقة الدماء وخاصةً بهذا الصراع الداخلي، لأنّ وطننا لا يحتمل إطلاق طلقة واحدة، فأنت وحميدتي، هنالك عدو خارجي يتربّص بكما، وكذلك هنا أعداءٌ داخليون يعملون لصالح آخرين يتربّصون!
أرجو أن تُفوِّتا الفرصة على أعداء الوطن وأعدائكما الظاهرين والخفيين!
إنّ السودان الآن في أزمة حقيقيّة لم يمر بذلك طيلة تاريخه منذ نشأته، يشفق عليه القاصي والداني.
نسأل الله تعالى أن تجد دعوتي هذه آذاناً صاغية، وأن تجد القبول.. عليكما بحل الأمر بينكم بالحسنى.
وقديماً قال أهلنا (حل اليدين ولا حل السنون).

صحيفة الصيحة

Exit mobile version