عادل قسوم يكتب.. المحرش مابكاتل

ورد في تأريخ الاسلام أن هجرة نبينا صلى الله عليه وسلم إلى يثرب ومجئ الاسلام إلى المدينة المنورة، فوتت على ابن أبي سلول فرصة التتويج بالملك، وذلك بموجب اتفاق بين الأوس وقبيلته الخزرج وبترشيح له من يهود المدينة، فامتلأ ابن أبي سلول غيظا، واكتنز قلبه موجدة على الاسلام ونبينا صلى الله عليه وسلم والمسلمين.
قبل يومين خرج على الناس القيادي بقوى اعلان الحرية والتغيير -المجلس المركزي- محمد الفكي سليمان (ولأول مرة)، ومن خلال فيديو متداول، هدد فيه ب(مقاتلة) الإسلاميين…
ولم يحدث أن تحدث محمد الفكي بهذه اللغة (النارية) من قبل، حتى عندما كان عضوا في مجلس السيادة ورئيسا للجنة التفكيك كانت لغته قاصرة على عبارات مثل (ممنوع) و(لن نسمح) وماعداها من عبارات تشي بنفسية تسلطية ونفخة يستطيع تفسيرها كل من له المام بإيحاءات لغة الجسد…
حاولت البحث عن السبب في هذه القفذة بالزانة في التعبير عند الرجل والتي وصلت مرحلة التهديد بالقتال والحرب؛ فلم أجد سوى (استقوائه) بقوات الدعم السريع بعد تصريحات قائدها الأخيرة، وبعد أن ترددت اخبار تفيد بأن الشيوعي – والناطق الرسمي لقحت المجلس العسكري- ياسر عرمان، أصبح مستشارا لقائد قوات الدعم السريع…
الذي لم ينتبه له السيد محمد الفكي أن التهديد بالقتال والحرب لم يسبقه إليه سوداني من قبل، فردا كان أو حزبا أو تنظيما سياسيا، حتى الذين مازالت قياداتهم مسجونة والبعض منها دون توجيه حيثيات اتهام، وبعضها مات في السجن نتاج اتهامات باطلة مثل قصة خط هيثروا الذي أبان القضاء مؤخرا بأنه لم يتم بيعه، وهؤلاء ظل رفاق محمد الفكي يرددون عنهم بأنهم يمتلكون كتائب ظل مسلحة تنتظر الأوامر، هل سألت نفسك يوما عن السبب في صبرهم وامتناعهم عن مثل هذا التهديد بالقتال والحرب وبين قواعدهم الدبابون والمتدربون على السلاح في معسكرات الدفاع الشعبي في القطينة وسواها؟!
إنها الوطنية الحقة يامحمد الفكي…
إنه الحرص على هذا الوطن والذي لايفهمه القحاطة الساعون للحكم على ظهور واجداث صغار السن ممن تخدعونهم باللاءات بينما تجلسون بليل مع المكون العسكري!…
إنها مخافة الله الحقة والحكمة وتمام الوعي الذي ينبغي أن يتصف به كل من ينبري للعمل السياسي…
ولعلها كانت رحمة من الله بهذا السودان وشعبه عندما قدر بأن لاتصبح أنت الرئيس القادم لمجلس السيادة، فمن تكون ذهنيته بهذا السوء الذي يصل حد هدم المعبد على رؤوس دولة بكاملها وشعب بأسره لكونه لم يعد إلى الحكم؛ لايستحق أن يصبح قائدا…
يا أخي…
طالما تحرص كل هذا الحرص على الحكم- حتى ان كانت النتيجة الحرب واحراق الأخضر واليابس-، وطالما ترى بأنك أهل للرئاسة؛ ما المانع في ان تحقق ذلك من خلال حزب (يطلق الضهر)، وانتخابات مشهودة ومراقبة تخرج هذا الوطن عن هذه الفترة الانتقالية التي تريدونها سرمدية؟!…
فأنتم في قحت المجلس المركزي ومعكم جناحي اليسار تعلمون يقينا بأنكم لن تصلوا إلى كراسي الحكم البتة من خلال انتخابات مهما اطلتم من مدة الفترة الانتقالية، وقد قالها رفاقك بعضمة لسانهم (نحنا عارفين الانتخابات مابتجيبنا)!…
وختاما احيلك إلى قول الله جل في علاه:
{وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَّا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ} الانفال 25
فما من فتنة اسوأ من الدعوة إلى التقاتل والحرب، ولتعلم يقينا بأن الحرب التي تسعي إلى اشعالها – لاقدر الله- لن تقو عليها لا انت ولا أي قحاطي (مركزي)، أما الشباب وصغار السن؛ فقد انفضوا من حولكم بعد أن تبينوا بأنكم تريدونهم حصان طروادة للعودة إلى الحكم وما واقعة باشدار عنكم ببعيدة، وهل انتم تبيعون قضيتهم بأبخس الاثمان!!!
سيظل هذا السودان بحول الله عامرا بأهل الحكمة والوعي وأهل الصلاح، ولن تكن هناك (ثلمة) ينفذ من خلالها محرش بقتال (والراء ان شئتها مكسورة أو مفتوحة فهي سيان) ، وصدق أهلنا وقد قالوا المحرش مابكاتل.
وابق طيب.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version