اقترحت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أول أمس (الثلاثاء)، فرض قيود جديدة على طالبي اللجوء، مُؤكِّدة أنّها تريد منع أي تدفق للمُهاجرين على حدودها الجنوبية عند رفع الإجراءات المرتبطة بوباء «كوفيد-19» في مايو (أيار) المقبل.
وأمريكا تشهد تدفق لاجئين بصورة كبيرة خاصّةً باتجاه المكسيك، وحتى السودانيين اكتشفوا ذلك الطريق الوعر والطويل وقد وصل بعضهم فعلياً التقيتهم في أمريكا “وجابهم المُر وتلاف البلد” كما تقول زميلتي التشادية، وأخبرتني ايضا أنّ الحاج توة أبرز ممثل كمودي في تشاد وصل الأسبوع الماضي إلى نيويورك وسط احتفاء تشادى امريكيا ، وترى الإدارة الحالية بقيادة جوزيف بايدن أنه في غياب أي إجراء من الكونغرس، تشكل هذه القيود المقترحة الطريقة الوحيدة لإدارة الحدود التي يُحاول نحو مائتي ألف مهاجر عبورها كل شهر، يطلب معظمهم اللجوء بعد ذلك.
وتفرض القواعد الجديدة على المُهاجرين الراغبين في دخول الولايات المتحدة التقدُّم بطلب للحصول على اللجوء عبر الإنترنت، عبر التطبيق الرسمي «سي بي بي وان»، وينتقد المُدافعون عن حقوق المُهاجرين، بحدة الإجراءات المقترحة.
وقالت آبي ماكسمان مديرة فرع «أوكسفام» في الولايات المتحدة، إنهم «سيغلقون الباب أمام عدد لا يُحصى من اللاجئين الذين يبحثون عن الأمان والحماية في الولايات المتحدة».
وتدفع الولايات المتحدة الأمريكية، مليارات الدولارات للاجئين والمنظمات العاملة في حقل اللجوء، حيث يتلقّى الفرد عند قبوله كلاجئ في أمريكا مبلغ ٩٠٠ دولار شهرياً والطفل ١٨٠ دولاراً، وغالباً الأسر المهاجرة تتكون من خمسة إلى عشرة أشخاص، فإذا كان الزوج والزوجة لهما ثلاثة فوق الـ١٨ دي ٤٥٠٠ دولار، بالإضافة للأطفال وبطاقة الأكل لا تقل عن ألف دولار والسكن. وقطعاً مع التطورات الاقتصادية والتركيز على أوكرانيا قد تحدث تطورات جديدة، وإذا فاز الجمهوريون في الانتخابات المقبلة كما هو متوقع سوف يشددون الإجراءات فوق المتوقع تتقفل كل المنافذ.
نتمنى استقرارا لكل بلدان العالم حتى لا يفكر المواطن المستقر ببلده في اللجوء. وبصورة دائمة نتابع في الأخبار غرق مركب يحمل مواطنين أفارقة غرق قبالة سواحل ليبيا في طريقهم إلى أوروبا وتفقد الأسر فلذات أكبادها.
وأذكر أحد أحياء الفاشر فقد عشرين شاباً في عام واحد، وطبعاً الحكومة ليست لها إحصائيات عن مفقودي البحر الأبيض المتوسط. وتقول التقارير المُتداولة أن حوالي 50 ألف فقدوا حسب سجلات مشروع المهاجرين المفقودين.
وتعتبر الهجرة عبر البحر المتوسط أخطر طرق الهجرة وللسودان نصيبٌ كبيرٌ منها وهي لا تتوقّف إلا بتوقُّف الأسباب.
صحيفة الصيحة