هي ليست واحدة من المحاولات المكشوفة لإسكات الصوت وإخراس لسان القلم ، الذي يريد البعض أن يبدل مداده ماء ، ليكتب (مايطلبه السلطان) ، هي محاولة أشبه بمحاولاتهم البائسة لكسر عظم الوطن الذي اكلوا (لحمه وجلده) ، وظنوا انه سينكسر ، ولكنهم كانوا ومازالوا واهمون ، يرعبهم الصوت ، صوت الحق ان كان يعكسه الهتاف ، او تأتي كلماته في صرخة قلم
وبالأمس كانت قد استدعتني النيابة للتحري معي في بلاغ تقدم به بنك السودان ( بعين قويه ) فالبنك بدلا من ان يستحي من فساده حاول ان يدفع عنه الاتهام بخطوة البلاغ ، واخبرتني النيابة ان إدارة البنك شرحت لها انها صرفت الأموال وفقا للعقد المبرم بينها وبين الذين شملتهم المنح المليارية ، فمحافظ بنك صرف ٣٧ مليارا بدل لبس ومعها مبالغ كبيرة كمرتبات وحوافز ، لثلاثة اعوام قادمة لمحافظ ونائب سابقين بعد ان تم إعفائهم !! وتأتي لتقول تم صرف المبالغ وفقا للعقد الذي أبرم معهم سابقاً ، أليس ذلك اعترافاً ضمنياً من البنك بفساده ؟!
وبعد أن سجلت أقوالي في يومية التحري أخرج لي المتحري بلاغاً جديداً قال فيه إن المتقدم هنا بالبلاغ ضدك هو جهاز الأمن والمخابرات نيابة عن رئيس مجلس السيادة ، وذلك بسبب استخدامك لكلمات وعبارات لا تليق بسيادته ، وذكر نصاً إنك ذكرتي أن البرهان كاذب ولن يحكم هذه البلاد وقلتي تحديداً (كذب وكذبت رؤيا والده عندما تنبأ له بذلك ) .
ولأن لابديل لكلمة كاذب إلا كاذب نفسها قلت له نعم هذا رأيي فالبرهان كاذب ولن يحكم هذه البلاد فهو نفسه أقر بفشله ودونك ما تعيشه البلاد الآن من ويلات وأزمات إقتصادية وسياسية وأمنية وسألت نفسي ما علاقة جهاز الأمن بالإساءة للبرهان أليس هناك مجلس عسكري يمكنه أن يتقدم ببلاغ ضدي دفاعاً عن القائد الانقلابي ، ام أن البرهان فوض الجهاز أم أن الجهاز يرى أن من واجبه التصدي للذين يخاطبون البرهان بكلمات لا تليق به !! ما حقيقة هذا (البلاغ المدسوس) الذي علمت به بعد مثولي أمام النيابة !!
وقبل أن أغادر اكتشفت أنني أواجه اربعة بلاغات بالنيابة ، بلاغ بنك السودان وبلاغ من التامين الصحي وبلاغ شركة تاركو ، وبلاغ البرهان الذي لا أدري كيف تكون طريقة خطابي له ولا أعلم أنها تدرج تحت أي مادة في القانون .
خلاصة القول إن بنك السودان المركزي أقر بصرف الأموال التي ذكرناها ولم ينف ذلك وكان عليه ان يقول ببساطة إن كل جاء في الزاوية غير صحيح ولم يحدث ابدا .
كما ان البرهان يظل في رأيي من أسوأ الحكام الذين مروا على تاريخ السودان كذباً ونفاقاً وزيفاً ومراوغة ، فهذه حقيقه لن يستطيع جهاز الأمن ولا نيابة ولا قاضي محكمة أن يجد لها ثوبا ليسترها ، حتى انا لا أرى انني اجد صعوبة في إثبات ذلك امام المحكمة .
طيف أخير:
شكرا صحيفة (الجريدة) التي ظلت منبرا حرا يتيح لنا مساحة للبوح في وطن يختنق من رائحة البارود الذي يفوح من فوهة البنادق ، وشكرا لثورة نستمد منها القوة والصمود ، شكرا للجميع ، و مكملين.
صحيفة الجريدة