محمد وداعة يكتب: الدمج .. حميدتي ندمان (4)

هل سيكون الانقلاب آخر الأخطاء ؟ السؤال للفريق حميدتي قائد قوات الدعم السريع، هل هو نادم على الانقلاب ؟ استمعت للخطاب، وقرأته مكتوباً، و لم أجد فيه كلمة (أنه نادم، أو يعتذر ) حميدتي:حاولت ما استطعت فأصبت حينها و أخطأت أحياناً ، آخرها خطأ انقلاب 25 أكتوبر

هل يستطع النظام البائد إحداث وقيعة بين القوات المسلحة و قوات الدعم السريع؟

بعد ساعات قليلة من خطاب قائد قوات الدعم السريع الفريق محمد حمدان دقلو، سارعت القوى المدنية الموقعة على الاتفاق الإطاري (مجموعة المركزي)، وأصدرت بياناً رحبت فيه بالخطاب (جاء الخطاب في وقت تسعى فيه عناصر النظام البائد لتعطيل مسار العملية السياسية الجارية المفضية لاسترداد مسار الانتقال المدني الديموقراطي بشتى السبل و أخطرها سعيهم المستمر لدق طبول الحرب .. الخ)، وجاء هذا متفقاً مع ما جاء في خطاب حميدتي (لن نسمح لعناصر النظام البائد يالوقيعة بين القوات المسلحة السودانية والدعم السريع، وأقول لهم أنهم لن يستطيعوا بلوغ ذلك أبداً .. الخ)، وقال حميدتي: ( حينما رأيت شباب وشابات ثورة ديسمبرالمجيدة لم أتردد في الوقوف في صفهم ضد ظلم النظام البائد واستبداده وفساده، رأيت أن أشاركهم رغبتهم في التغيير إلى الأفضل وبناء السودان، حاولت ما استطعت فأصبت حينها و أخطأت أحياناً، آخرها خطأ انقلاب 25 أكتوبر، الذي تبيَّن لي منذ يومه الأول أنه لن يقود لما رغبنا فيه، أولاً بأن يكون مخرجاً من الاحتقان السياسي ليصبح بوابة لعودة النظام البائد مما دفعني لعدم التردد بأن أعود عنه إلى الصواب، وأن أرغب بصدق في الخروج من السلطة السياسية و تسليمها لسلطة مدنية انتقالية .. الخ)، و عن الدمج قال: (إننا في قوات الدعم السريع ملتزمين بما ورد في الاتفاق الإطاري بخصوص مبدأ الجيش الواحد وفق جداول زمنية يتفق عليها)، و قال: (نشأ الدعم السريع كمساند ومساعد للقوات المسلحة وينص قانونه على أنه جزء منها … الخ) ، وقال: (أنا ابن بادية بسيط، نشأت في أقاصي هوامش السودان ولم أحظ من الدولة سوى بعنفها تجاه مجتمعاتنا، وتجاهلها لحقوقهم الأساسية) ، ناسياً المقاطع المصوَّرة قبل الثورة و بعدها، وتحت عنوان (من ذاكرة البطولات) وثقت الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع لمعارك (فنقا)، (تروجي)، (البعاشيم) ، (النخارة)، (قوزدنقو)، (وادي هور)، (بئر الديك) وغيرها من المعارك، ولا تزال دارفور تعيش حالة الحرب، وبعد (ثورة ديسمبر المجيدة ) رصدت هيئة محامي دارفور أكثر من (40) حادثة خلفت ضحايا وجرحى ونازحين، استمعت للخطاب، وقرأته مكتوباً، و لم أجد فيه كلمة (أنه نادم، أو يعتذر)، وهو ما َّ له مجموعة الإطاري عبر منصاتها الإعلامية، و ركب الموجة آخرون، منهم نشطاء وصحفيين في محاولة لتضليل الرأي العام باختلاق حديث لم يقله حميدتي في الخطاب، الواضح إقرار حميدتي (بأن الانقلاب كان خطأ، وأنه عاد عنه إلى الصواب)، ولم يقل كيف ومتى تمت هذه العودة عن هذا الخطأ؟ كما لم يكن واضحاً المقصود (بمبدأ الجيش الواحد) ؟ فهل المقصود دمج الدعم السريع في القوات المسلحة؟ أم دمج القوات المسلحة في الدعم السريع؟ كما ذهب إلى ذلك بعض قيادات الحرية و التغيير (مجموعة المركزي)، و لا شك أن هذا الأمر يتطلب وضوحاً واجباً، لا سيما وأن أصحاب الإطاري و الدعم السريع اتفقوا في قولهم إن الفلول يسعون إلى الفتنة بين القوات المسلحة و الدعم السريع، وذلك تلميح (صريح) أن الفلول في القوات المسلحة هم من يقصدون، مع تأكيد الطرفين أن الانقلاب ومنذ يومه الأول (أصبح بوابة لعودة النظام البائد)، السؤال للفريق حميدتي قائد قوات الدعم السريع، هل هو نادم على الانقلاب؟ وهل سيكون الانقلاب آخر الأخطاء ؟ نواصل

صحيفة التيار

Exit mobile version