لا أعرف كيف إستطاع (شبث بن ربعي التميمي) ان يحظي بكل تلك الفرص والمواقع على اختلاف تلك الفرص والمواقع وتناقضاتها..
تخيلوا معي..
شخص واحد في فرصة حياة واحدة يستطيع أن يفعل ما فعله شبث في حياته..
*رجل البادية الذي قاتل المسلمين زمانا قبل أن يسلم..
*ارتد في خلافة (أبوبكر الصديق) لينضم لـ(سجاح) -مدعية النبوة- مؤذنا خاصا لها وناطقا رسميا باسمها قبل أن يلحق بـ(مسيلمة الكذاب) ليصبح عضوا بارزا في جماعة مسيلمة ومحاربا معهم.
*نجا من (حروب الردة) فعاد إلى الإسلام في عهد (عمر بن الخطاب) وشارك مقاتلا مع جيش المسلمين في كثير من المعارك حتى مجئ الخليفة (عثمان بن عفان) فعارضه وألب الناس عليه حتى تم قتل الخليفة..
لكن شبث ادهش كتاب (غينيس للارقام القياسية) حينما سارع إلى معارضة (علي بن أبي طالب) منضما لـ(عائشة) و(طلحة) و(الزبير) للمطالبة بدم عثمان!!
وشارك في (معركة الجمل) إلى جانبهم..
*بعد انتصار علي ابن ابي طالب انضم إليه شبث وصار من أهم قادته وصادف أن أشار إليه بعدم عزل (معاوية) إلا أن عليا أصر على رأيه.. وحينما انفجر الخلاف جاء شبث ضمن وفد سيدنا علي المفاوض لمعاوية وكان سببا مباشرا في انهيار المفاوضات بعد تهديده لمعاوية…
وشهد (معركة صفين) إلى جانب سيدنا علي..
وعندما قبل الأخير بالتحكيم خرج عليه صاحبنا
فبايعه الخوارج وجعلوه على الحرب
* إنقلب شبث على الخوارج وانضم لعلي مرة أخرى وشارك معه في (معركة النهروان).
*إنضم شبث للأمويين وعينه المغيرة بن شعبة لقتال الخوارج فقاتلهم وهزمهم.
*رفض شبث مبايعة يزيد بن معاوية
*راسل شبث الحسين من الكوفة وطلب منه القدوم
*إنقلب شبث على الحسين وحاربه في كربلاء
*إنضم شبث للمختار الثقفي رافعين شعار يا لثارات الحسين
* إنقلب شبث على المختار وحاربه وانضم للزبيريين وتم تعيينه قائدا للشرطة..
انسحب بعدها من الحياة العامة بعد أن قال قولته المشهورة:
(هل هناك ضلال أكثر مما أنا فيه)…
▪️تلك كانت سيرة مبتسرة لحياة رجل اكتنفه الشك والقلق..
تميز باستجابته العاجلة والحاسمة لتلك النداءات والنبضات اللحظوية..
حظي باختياراته المتسعة مع ذوق متقلب دفعه لممارسة وارتكاب تلك المغالطات..
الانضمام ثم الانتقال للشط الآخر بكل ذلك العنفوان والإصرار والفحولة دونما إجراء أية اختبارات ضرورية!!..
ولك عزيزي القارئ ملاحظة مقادير القلق الضاج التي عايشها الرجل..
ولا تكمن الحيرة من موقفه النفسي والشعوري من كل تلك الاقضية والمشكلات والخلافات والمعارك بل في قدرة الرجل العجيبة علي الانتقال فعليا والانضمام ماديا إلى تلك المتناقضات مرة تلو مرة..
فعل الشيء ثم ضده والرجوع..
في انتقالات عنقودية لا تنتهي..
قال صديقي جلال هاشم :
(لو عاش شبث حتى الآن لوجدناه شغال علي الإطاري)..
عزيزي (هناي)..
(اول مرة سامحتك. تانى مرة سامحتك.
تالت مرة سامحتك. عاااااااشر مرة سامحتك)!!.
▪️قالوا ان شبث حظي لدي موته بجنازة محترمة بعد أن مات في فراشه!!.
صحيفة الانتباهة