1)
كلما تعقدت قضايا السودان السياسية والأمنية والإقتصادية ، وكلما استشكلت الأمور في الوقت الراهن كان لنظام المؤتمر الوطني نصيبا موفورا من نتائج تلك الأزمات ومسؤولية هذا التعقيد، فكل ما يجري وما يحدث الآن هو الحصاد المر لسياسات المؤتمر الوطني التي صوبنا عليها النقد في حينه خاصة إضعاف القوى السياسية باستنساخ صور منها تابعة له ، والإستقطاب القبلي بأسلوب البيعة وتجديدها ، وتسليح بعض القبائل تحت لافتة الدفاع الشعبي ،وحرس الحدود وما إلى ذلك من السياسات والممارسات التي كرست للحكم الأحادي الشمولي ..
(2)
أفسد المؤتمر الوطني الحياة السياسية والإجتماعية ، وما يحدث الآن هونتاج تلك السياسات والمارسات الفاسدة …عاد تسليح القبائل لمحاربة التمرد بالشر كله …وعندما سالم التمرد عاد السلام بالوبال كله، فكان سلام التجزئة والاستقطاب الذي أدى إلى تناسل الحركات والإبتزاز والإجرام .. وكان مقابل الحزب المنافس جسم هلامي مستنسخ منه ، ومقابل كل حركة تمرد قوية حركة أخرى مستنسخة منها ، وكله بموارد الدولة وعلى حساب أمنها وأستقرار شعبها..والآن نجني هذه الثمار المرة الفاسدة.
(3)
ملف الدعم السريع بكل تفاصيله هو من صنع نظام المؤتمر الوطني ،والصراع الذي تراءى الآن بين البرهان وحميدتي هو واحد من حصاد سياسات المؤتمر الوطني… صحيح أن المؤتمر الوطني كحزب ونظام سقط سقوطا مدويا لكن ظلت سياساته وأساليبه وممارساته السياسية هي الهادي والنبراس للذين خلفوه بلاخبرات ولا خطط ولا رؤية ،فساروا على نهجه واستنوا بسنته …سقط المؤتمر الوطني ونظامه ولكن ظلت نتائج سياساته وقراراته التي اتخذها وكل ممارساته تلقي بظلالها على الأوضاع الحالية وتؤثر فيها بشكل كامل ..
(4)
على الصعيد الشخصي أنظر للخلافات التي طفت حاليا بين رئيس مجلس السيادة ونائبه كواحدة من الورطات التي وضعنا أمامها المؤتمر الوطني بسوء تدبيره وسياساته الرعناء…أما الغريب في الأمر أن كلا الرجلين يحاولان التبروء من المؤتمر الوطني ، فكلما سنحت الفرصة شتماه وكالا له السب تقربا للثورة…فما يهمنا الآن ليس التبروء من المؤتمر الوطني بالأقوال بل العمل مع الآخرين لتحقيق أهداف الثورة وتعزيز الإستقرار والتحول الديمقراطي وبناء الدولة المدنية التي تحترم حق المواطن في العيش الكريم وتحقيق العدالة الإجتماعية ونزاهة القضاء والعدل بين الناس ..فهذا وحده ما يشفع ويخفف..اللهم هذا قسمي فيما أملك..
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة