ياسر أبّشر يكتب:
متلازمة البرهان _ حميدتي
(Burhan _ Himaidty Syndrome)
يعكُف الأطباء النفسيون Psychiatrist وعلماء النفس Psychologists في جامعة هارڤارد بالاشتراك مع جامعة كمبردج على دراسة “متلازمة البرهان – حميدتي”، التي تجعل المصاب بها يقول الشيء ونقيضه دون إحساس بالنّدم، ويقومون بدراسات وبحوث متعمقة حول المتلازمة.
وكانت النتائج الأولية التي ظهرت في بدايات دراسة الظاهرة في 2019، قد أفادت أن المتلازمة تنجم عن موت الضمير وهذا يؤدي إلى عدم الإحساس بالندم أو تأنيب الضمير. كما أن تلك النتائج ربطت بين الظروف السابقة والإصابة بالمتلازمة، فقد تأكد أن المصابين بها لم يتلقوا رعاية صارمة في طفولتهم جعلتهم محصنين من الإصابة بها، إذ لوحظ أن الأطفال الذين جرى تنفيرهم من الكذب من الصعب إصابتهم بها.
وقال الأطباء النفسيون إنهم وجدوا علاقة بين المتلازمة والسلوك العدواني الذي قد يصل لدرجة القتل، وكذلك خلصوا إلى أن للمتلازمة قابلية للتطور لمرض انفصام الشخصية Schizophrenia الذي يجعل المصاب يشك فيمن حوله من البشر والقريبين منه، والخوف أنهم يتآمرون ضده ويخططون للإضرار به، ولذلك يميل المصاب لحمل السلاح، أو إحاطة نفسه بإجراءات احترازية ليحس بالأمان .
كما لوحظ أنه يخاف من الليل ولذلك ينام بصورة متقطعة ويتفقد ما حوله مرات عديدة ليلاً.
وتقول الدراسات أن من بين الأسباب المؤدية للتعرض للمتلازمة: (١) فجائية الانتقال من حالة عادية إلى طبقة اجتماعية عالية جداً أو (٢) الحصول على ثروة ضخمة بصورة لا يتوقعها أو (٣) تمكنه من سلطة كبيرة في أجواء اضطراب”. ويفاقم من الحالة وجود مستفيدين وأصحاب مصالح يُشعرون المصاب بأنه متفوق ويحقق انجازات وأن المجتمع مبهور به.
ولوحظ أن المصابين بمتلازمة البرهان – حميدتي يميلون للعزلة ويجتنبون التجمعات الكبيرة حتى في أماكن العبادة التي يشعر فيها الناس العاديون بالسكينة والاطمئنان، ولذلك يتخيرون أماكن التجمعات ( يفضلون تجمعات مثل عقد الزواج ) ولا يطمئنون إلّا بعد تأكيدات أن الأوضاع آمنة.
كما تقول البحوث أن عدوانية المصابين تزداد لدى الإحساس أو توهم الخطر.
ومما أثار حيرة العلماء والباحثين أن المتلازمة تجعل أصحابها يمكن أن يقطعوا صلاتهم بزملائهم القدامى أو تصبح علاقتهم به ضعيفة، ويتجنبون كل ما يذكرهم بأوضاعهم القديمة. كما يميلون للتكتم والسرية، ويرتاحون نفسياً لدى إخفاء تحركاتهم. وهم يعانون من نوبات توتر وشد نفسي متواصلة ، يحاولون إخفاءه .
وتتزايد لدى المصاب بمتلازمة البرهان – حميدتي، الرغبة في تضخيم ثروته ولا يكترث بوسائل كسبها، وبعض المصابين يميل إلى إخفاء الثروة.
ولوحظ على بعضهم:
⁃ شدة التردد والعجز عن اتخاذ قرارات عاجلة مهما كانت درجة أهميتها. و يكون التذبذب أحد سمات مواقفهم .
⁃ الأنانية المفرطة.
⁃ انعدام التعاطف Sympathy مع ضحايا الجرائم ، وفقد الاحساس بمعاناة الفقراء والعجزة ، وانعدام حب أطفال الآخرين.
⁃ كراهية ( يحاولون إخفاءها ) للملتزمين خلقياً والمتدينين والمتفوقين خاصة المتعلمين تعليماً عالياً ويحاولون تجنبهم دائماً.
⁃ شدة الميل للمراوغة والزوغان .
⁃ الاستعداد الدائم لتغيير المواقف ، وعدم الالتزام بالعهود وما يتفقون عليه مع الآخرين .
⁃ أعراض أخرى يتحفظ المعالجون عن ذكرها .
⁃ وأعلن العلماء والباحثون أن ما توصلوا إليه خلاصات أولية، وأنهم سيعلنون النتيجة النهائية لأبحاثهم في (المؤتمر العالمي للمعالجين النفسانيين وعلماء النفس) الذي سينعقد في قاعة المؤتمرات الدولية بقرية قندتو بولاية نهر النيل بالسودان . كما سيتم بث وقائع المؤتمر بالأقمار الصناعية لتتابعه عشيرة حميدتي في شاشة ضخمة تُعلق في داخل المسجد بقريته ( أم القرى ) بوسط دارفور ، وذلك في 30 يونيو 2023.
⁃ سجل السيد حميدتي اعتراضه على التاريخ الذي حدده العلماء لمؤتمرهم ، وقال إن 30 يونيو يوافق ثورة الفلول ( النظام البائد ) إلّا أن الجهة المنظمة أخطرته أن التاريخ حدد وفق معايير ، وجرى الاتفاق عليه حتى قبل انقلاب 25 أكتوبر ، الذي لامَ حميدتي فيه نفسه !!!
ياسر أبّشر