يُعتبر التدريب، خياراً استراتيجياً لأي مؤسسة تتطلع إلى إعداد كوادر بشرية قادرة على تلبية متطلبات العمل والتطورات والتغييرات السريعة التي تحدث في مجالات العمل.
ولمواكبة التدريب أثناء الخدمة أهمية كبيرة، نظراً لما يُهيأه التأهيل للموظف من معارف ومهارات جديدة تتطلبها مهنته، أو من خلال تعرُّفه على أفضل الحلول للمُشكلات التي يواجِهُها أثناء ممارسته للعمل مما يُزيده تمَكُّناً في أداء واجبه ويُساعده على تجنب الأخطاء، ليصل بذلك إلى المستوى المطلوب الذي تطمح إليه أي مؤسسة تسعى للرقي والتقدم.
يعمل التدريب على تنمية وتطوير وتوسيع آفاق السلوكيات الإداريّة ذات العلاقة بالمرونة في العمل، والتفكير المُنظّم والتعامل والقدرة على حلّ المُشكِلات المُختَلِفة والتعامل معها، والقدرة على التكيُّف مع التغييرات وظروف العمل الجديدة، وامتصاص غضب الآخرين، وما أكثره في الدورات التدريبية تعمل على تحسين مهاراتِ العاملين بشكلٍ عام وأحياناً بشكل خاص، وكذلك تُلبي احتياجاتِ سُوق العمل، ولكن للأسَف جامعاتنا التي هي مغلقة معظم الوقت تَقومُ على تَخريج الكثير مِنَ الطلّاب الذين لا يَمتَلِكُونَ المَهارَة والكفاءَةِ للعَمَل، فهؤلاءِ بِحاجَةٍ إلى دُوراتٍ تَدريبيّة في الوزارات والمؤسسات مِن أجلِ أن يَكتَسِبُوا المهارات والكفاءات وَمِن ثَمّ إطلاقِهِم إلى العَمَل، لأنّ سُوق العَمَل يحتاجُ إلى الكَفاءةِ والمَهارَة ولا يحتاجُ إلى شهاداتٍ ومعدّلات، وهذا لا يعني أنّ الجامِعَة والشهادات غَير مُهمّة بالعكسِ تماماً، ولكِن الأهَمُّ هِيَ الكفاءة والمَهارَة، ومثلاً في الصحافة والإعلام تحتاج إلى صحفي يتعامل مع الكمبيوتر والإخراج والتصميم والطباعة والتصوير، وفي الطب تحتاج إلى طبيب له معرفة في التعامل مع الأجهزه وهكذا، فلذلك الدولة مطالبة بوضع ميزانيات كبيرة للتدريب والتطوير ومواكبة العصر.
وبالنسبة لنا كشعب سوداني، هنالك تدريبٌ مهمٌ خاصة للعاملين في مؤسسات الدولة أو القطاع العام، وهو التدريب السلوكي يتمثل في التغيير الذي يطرأ قصداً على الأنماط السلوكية، ومن الأمثلة عليه، التدريبات ذات العلاقة بطرق التعامل مع الآخرين وفهم الشخصيات وزيادة الوعي حول أهمية الالتزام بالقيم الجوهرية العامة، والموظف يجب أن يعلم أنه في موقعه لخدمة المواطن وهو الذي يدفع راتبه، وكذلك مدى تأثير ذلك على بيئة العمل بين الموظفين، وتغيير السلوك مهم جداً، وهنالك فهم سيئ أن المؤسسات العامة مستباحة والتعامل يتم بسلوك غير جيد، حتى استخدام الحمامات ورمي التمباك في أركان السلم، وللأسف تجده حتى في المستشفيات.
يجب أن نعمل جميعًا في ترقية السلوك الاجتماعي والمهني من أجل مجتمع سليم ومعافى.
صحيفة الصيحة