اجتمعت ( احلاف قحت ) واسقطت حكومة البشير واظهروا للشعب وقتها انهم يد واحدة وانهم زاهدون فى السلطة .
كتبوا بايديهم الوثيقة الدستورية الاولى وفرحوا بها ووقعوها مع قادة الجيش وهللوا لها واعتبروها بداية انطلاقة السودان فى صفوف المجتمع الدولى وقالوا ( حنبنيهو ) وعاش الشعب معهم أحلاما وردية وقادتهم يعانقون قادة الجيش عناق الحبيب للحبيب .
كتبوا بايدبهم فى الوثيقة الدستوريو :
– اقامة انتخابات تشريعية فى مدى اقصاه 90 يوما من يوم التوقيع الاحتفالى التفاؤلى فى 2019 .
– تحقيق السلام فى مدى سته شهور من نفس اليوم المذكور اعلاه.
– انشاء مفوضية الانتخابات فورا والبدء فى تكوين احزاب والتجهيز للانتخابات.
– انشاء مفوضيات العدالة الانتقالية والمحكمة الدستورية وبقية مؤسسات الفترة الانتقالية فورا.
– تعهدوا بعدم شغل مناصب سيادية او وزارية فى الفترة الانتقالية وان يتركوا ذلك لكفاءات تكنوقراط .
– اقترح عليهم الجيش ان تنتهى الفترة الانتقالية فى سنة تقام بعدها انتخابات ، فقالوا : لا انتخابات قبل 4 سنوات حتى نضمن عدم عودة الكيزان للحكم.
– سلموا قيادة مجلس السيادة للجيش لمدة 24 شهر الأولى من اصل 39 شهر قالوا انها كافية لتقام بعدها انتخابات عامة ، وسلموا للفريق حميدتى شأن الاقتصاد ثم نقضوا ذلك وقالو: (العسكر للثكنات والجنجويد ينحل ) .
ماذا حدث بعد ذلك ؟
قال حمدوك : انه لم يجد ارادة سياسية عند المدنيين لتكوين مجلس تشريعى ،وذلك بعد انقضاء اكتر من عام على كتابة الوثيقة الدستورية ، وهذا يعنى ان كل جماعة من ( الثوار القحاته المناضلين المتجردين ) يريدون ان ( يكوشوا) على اكبر عدد من المقاعد فى المجلس التشريعى ليفرضوا على البقية ما يريدون او ان يبقوا هكذا يحكمون بدون رقابة شعبية .( هنا سماهم شباب الثورة سراق الثورة ) .
– لم يكونوا حتى الان ولا مؤسسة واحدة من مؤسسات الحكم التى نصت عليها وثيقتهم الدستورية؟
– راحوا يرمون بفشلهم على الجيش والدولة العميقة وشككوا فى نوايا الجيش ، مع ان حمدوك شكر الجيش عندما استقال وقال ان الجيش اوفى بوعوده فى اوقاتها المحددة وفقا لما نصت عليه الوثيقة الدستورية.
– فى حكومة حمدوك الثانية خالفوا نص الوثيقة الدستورية وشغلوا مناصب الوزراء وفى سبيل البقاء فى المنصب رفضوا ان يشركوا معهم رفاقهم فى (قحت الاولى ) مما ادى الى انشقاق قحت الى مركزى وموز فاضطر البرهام لاتخاذ قرارات 25 اكتوبر وطلب من حمدوك تشكيل حكومة كفاءات تشير ما تبقى من الفترة الانتقالية لكن وزراء قحت المركزى رفضوا ترك مناصبهم لوزراؤ من الكفاءات ؟ وراحت قحت المركزى تسخر من فحت الموز وتتهمهم بانهم ( فلول ) وليسوا من قوى الثورة الحية ، بينما اخذت قحت الموز ( حركات الكفاح المسلح، اسم الافك الذى اطلقه الثوار على حركات التمرد ) ،اخذت قحت الموز تكابر عليهم بانهم اسقطوا حكومة البشير بقتال ( جيش السودان بالسلاح ) بينما كانت قحت المركزى تعارض البشير من فنادق اوربا .
حقيقة قحت الاولى انها تجمع معارضين وحدتهم امريكا والقوى الصهيونبة من اجل اسقاط حكومة الاسلاميين التى اعتبرتها امريكا حكومة ( خطيرة على مصالح امريكا وامن اسراييل ونموذج سئ للحكومات المارقة على قوانين المجتمع الدولى الامريكى وحكومة لاتخاف من عصا امريكا وتدعم الارهاب العالمى ) .
الخلاصة: ان عناصر قحت التى كونت قحت الاولى الموحدة ثم انقسمت الى قحت المركزى و قحت الموز ، لن يتفقوا ولن يخرجوا من وحل الفترة الاتنقالية حيث ان عليهم ديون لامريكا عندما كانوا متمردين لن يستطيعوا ان يتخلصوا منها ويحرروا قرارهم .
نفس الشخصيات اجتمعت امس فى جوبا ووقعت على المصفوفة وكررت نفس البسمات وعبارات التآخى ووقعوا على مواثيق وفرحوا بها ( كما فعلوا فى اكثر من مرة) ولكنهم لم ينفذوا منها شيئا ، ذلك لان الله كتب علبهم الاختلاف لانهم رفضوا الاهتداء بسنن الاسلام فى تولية الحاكم واتبعوا هدى ( بعثات ووساطات بنى صهيون ) .
يقول الله تعالى : (وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) [الأنفال: 46].
الخلاصة : الى متى سيظل الشعب والاغلبية الصامته تنتظر نفس الاشخاص الذين ( سرقوا الثورة ) منذ 4 سنوات، وهم كل مرة يبرموا مواثيقا ثم ينقضونها وهم غير مبالين بمعاناة الشعب وضياع مستقبل شبابه ؟
المخرج هو ان يتبع ولى الامر سنن الاسلام فى تولية حاكم مسلم كفء فقيه بشورى اهل الحل والعقد وهذا هدى الله تعالى لنا الذى ان لم نتبعه ضللنا وتهنا لسنوات قادمة.
قال صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في معنى الحديث: “وما لم تَحكُمْ أئِمَّتُهم بكتابِ اللهِ عزَّ وجلَّ ويتخَيَّروا فيما أنزَلَ اللهُ”، أي: إذا امتَنَعَ الأئِمَّةُ عن الحُكمِ بما جاءَ في كِتابِ اللهِ كُلِّيةً، أو اختاروا بعضَ ما فيه مما لهم فيه مَصلحةٌ، فطبَّقوه وأمَروا به، وامتَنَعوا وعطَّلوا بقيَّةَ أحكامِه، فكانوا كمَن يُؤمِنون ببعضِ الكِتابِ ويَترُكون بعضَه، “إلَّا جَعَلَ اللهُ بأسَهم بينهم”، أي: جَعَلَ اللهُ بعضَهم أعداءً لبعضٍ؛ لأنَّه صار أمرُهم على الدُّنيا؛ فنُزِعَ من قُلوبِهم الخيرُ، وحَلَّتْ عليهم عُقوبةُ رَبِّ العالَمين سُبحانَه.
صحيفة الانتباهة