هناك فرق بين الجيش والدعم السريع
جوهر الملاسانات الحالية وتصدع تحالف أهل السلاح يدور بين قوتين احداهما تسعي لترسيخ قوات الدعم السريع علي حساب إضعاف الجيش أو حتى حله وقوة اخري تري أهمية ان يظل الجيش هو المؤسسة المسلحة الأعلى في السودان ويبدو علي هذا المعسكر قلق من تنامي قوات الدعم السريع والميليشيات الأخرى. كل معسكر له مدنيين وأجانب مساندين لأجندته.
مهما بلغ سوء الجيش، لا شيء يبرر للقادة المدنيين التحالف مع ميليشيا خاصة تملكها أسرة ومستقلة تماما عن سلطة الدولة السودانية وعن سياستها الداخلية والخارجية.
علي عكس الدعم السريع، عندما يتقاعد البرهان أو يموت، فإن أبنائه وإخوته لن يرثوا الجيش الذي يظل مؤسسة وطنية أو قابلة لان تكتمل وطنيتها رغم ما حل بها من سوء وتلويث ولا يمكن مساواته بمليشيا خاصة عابرة للحدود.
بإمكان القوي المدنية معاداة القيادة الحالية للجيش ما شاء لها الهوي السياسي ولكن لا شيء اطلاقا يبرر التحالف مع ميلشيا وجودها في حد ذاته نقيض لمفهوم الدولة.
وعلي القادة ان يفهموا ان الدعم السريع لن يقبل دمج حقيقي في الجيش اطلاقا إلا مجبرا وهذا الجبر لن يحدث الا بإضعاف شوكته علي كافة الأصعدة وعلي راسها الصعيد السياسي ولكن تحالف المدنيين معه يقويه علي حساب مفهوم الدولة ويعزز من قبضته.
التحالف مع ميليشيا خاصة وتقوية وجودها العملي والقانوني في الوثائق المتناسلة خيانة بالغة للدولة السودانية سيدفع الوطن ثمنها الفادح لسنين طويلة.
بالنسبة لعقل الدجاجة الذي يقول سيبو التنظير وهاتو حلول واقتراحات. الاقتراح هنا عدم التحالف مع ميليشيا خاصة علي حساب الدولة السودانية.
د. معتصم أقرع