وسط الدمار الهائل الذي حل بالجنوب التركي إثر الزلزال المدمر الذي ضرب 10 مناطق فيه فجر السادس من فبراير الحالي، حاصداً أكثر من 41 ألف قتيل، بلدة وحيدة صمدت ولم يسقط فيها أي قتيل، بل لم ينهار فيها بيت واحد!
فقد تمكنت بلدية إرزين التي تبعد أقل من 50 ميلاً من مركز الكارثة، وهي أقرب من مدن الجنوب في هطاي، من التغلب على هذا الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.8 درجة.
وفيما حاصرها الدمار من كل حدب وصوب، لم تشهد البلدة الصغيرة أضرارا تذكر.
شاهد هزة أرضية على الهواء مباشرة خلال مؤتمر لوزير تركي
أما السبب، فيعود بحسب عمدتها إلى معايير البناء المطبقة والمفروضة فيها.
بلدة محظوظة
غير أن للعلماء رأي آخر، إذ يعتقدون أن للأمر علاقة بطبيعة الأرض والجيولوجيا، وبموقع تلك البلدة المحظوظة على أرض صلبة جدًا.
وفي هذا السياق، أكد عمر إمري، عالم الجيومورفولوجيا الذي أمضى 40 عامًا في دراسة خطوط الصدع في المنطقة ويعمل الآن مع مجموعة بحثية خاصة تدعى Fugro” أن “حالة التربة هي السبب الرئيسي لعدم تعرضها لأضرار جسيمة”. وتابع شارحاً أن العديد من المدن في الجنوب التركي بنيت فوق طبقات من الرمل والطمي والطين، لذا تربتها ناعمة لاسيما في ولاية هطاي.
كما أردف أن “هذه الرواسب أو التربة الناعمة الرطبة تجعل أثر الزلازل على المدن والقرى أوضح”
مبنية على الصخور
بدوره أكد جيولوجي آخر يدعى تامر دومان، لصحيفة نيويرورك تايمز، أن إرزين مرتفعة عن سطح البحر، وشيدت على أرض صلبة من صخور.” وقال إن الأرض الصلبة تعمل كـ”ممتص للصدمات وموجات الزلزال، ما يقلل من آثار الدمار”.
إلى ذلك، أكد بعض علماء الجيولوجيا أن تركيا شهدت حالات ممثالة سابقا حيث منعت التربة القاسية في بعض المناطق من انهيار المباني، مثلما حصل عام 1999 ، عندما صمدت قرية صغيرة اسمها تافسانسيل في وجه زلزال بقوة 7.6 درجة أدى إلى مقتل الآلاف في غرب البلاد.
يشار إلى أن الزلزال الذي وقع قبل 11 يوماً أدى إلى انهيار آلاف المباني في الجنوب، وسط تصاعد الانتقادات التي طالت الحكومة متهمة اياها بالتقصير في فرض القوانين ومعايير السلامة على المتعهدين.
العربية نت