لا يقول لك أحد (جديداً) عندما يكرر الحديث بأن القوى الإقليمية التي ترعي المباحثات بالبلاد (تراعي مصالحها) فلا غرابة أو عيب في ذلك فكل تعاملات دول العالم هي مصالح مشتركة ولا أحد يقدم إليك(خدمة) بلا مقابل أو من أجل سواد عيونك وبشرتك السمراء الجميلة ومن الجهل ان تنتظر ذلك ومن الطبيعي أن تكون هذه الخدمة رعاية لمصالحها هي إيضاً وعلينا النظر للأمر من زاوية المصالح التي يجنيها الشعب والوطن وموازناتها بحجم الخدمة المقدمة لك وبالتالي عليك أن ترتضي أو ترفض تلك الخدمة في اطار مصالح وطنك.
وتصريحات بعض الخطباء الجهلاء وأصحاب الغرض أن تلك الدول لديها مصالح بالبلاد كلمة حق يراد بها باطل فمن الطبيعي كما أسلفت أن تكون لتلك الدول التي تمد لك يد العون مصالحها الخاصة وهذه هي سنة الحياة ولكن المهم ماهي نوعية تلك المصالح فلا يعقل أن تمد أحدهم بـ(الذهب) ليمدك بالسلاح والبمبان لقمع شعبك أو تقدم لأحدهم مواشيك وانتاجك الزراعي ليبادلك بأكواب البلاستيك وألعاب الأطفال وأواني الألمنيوم أو حتى أن تناصر أحدهم في قضاياه الدولية فيبادلك الجميل بإغراق بلادك بالمخدرات لتدمير شبابك.
تبادل المصالح بين البشر أمر طبيعي ولن نلوم أحداً وهو يسعى لخدمة وطنه وشعبه ولك أن تلوم نفسك وأنت تقدم ثرواتك الحيوانية والزراعية والمعدنية الي أحدهم ليقدم لك بدلاً عنها (النصح) ويدعم المتآمرين لتدمير وطنك وشعبك وأنت تعلم بأنه يعمل بأن تظل ضعيفاً ويواصل السيطرة عليك ونهب ثرواتك بلا مقابل أو جهد.
والتدخل الدولي الذي يصدع رأسنا به البعض هو نتاج طبيعي لضعف الدولة أو عدم وجودها أصلاً وتسيير دفة الحكم من مجموعة مرتزقة يدعمون مغامرين من العسكر وتوزيع ثرواتها على من يدعم ويساهم في استمراريتهم في السلطة، وحتى في هذا فإن هناك (منافع مشتركة) وإحساس بعض دول العالم الأخرى والتي لديها مصالح معك بان ثرواتك صارت مباحة من آخرين دونهم ويرى بأنه الأولى بالحصول على تلك الثروات.
المشكلة ليس في اللذين يسارعون لدعمنا ونصحنا لحل مشاكلنا الداخلية التي صنعناها بأطماعنا في السلطة والثراء والنفوذ بل المشكلة فينا نحن أنفسنا اللذين لا نعرف حتى الآن كيف نفرق بين الصالح والطالح لتقدم الوطن، وننجرف خلف كل من (يطبطب) على اكتافنا ويستغل حبنا لأنفسنا ورغبتنا في سرقة أوطاننا ويغلف خوفه علينا وخدمتنا بمصالح بلاده .. في بلادي سياسيين يخلطون دائما بين مصالح الوطن العليا بمصالحهم الشخصية واطماعهم ويرددون بلا خجل بأنهم الأوصياء علينا.
عصب تاريخي:
الثورات يصنعها الشرفاء ويستغلها ويسرقها الانتهازيون
جيفارا
ولكن .. الثورة لن تتوقف.
والقصاص يبقى أمراً حتمياً.
صحيفة الجريدة