قبل فترة وعندما تم إبعاد الكيزان عن مراكز القرار في بدايات إنطلاق ثورة ديسمبر العظيمة انطلقوا ينادون بضرورة التساوي في الفرص ويتباكون بدعاوى الإقصاء وضرورة التعامل بشفافية، وعدل وما أن مكنتهم اللجنة الأمنية الإنقلابية وإعادتهم إلى مفاصل الدولة مرة أخرى بعد إنقلاب الخامس والعشرون حتى (عادت حليمة لعادتها القديمة) وعاد الكيزان لخساستهم المعهودة في التعامل مع الخصوم السياسيين وإقصاء الآخر ومحاربته بكافة السبل الخبيثة ومن ذلك حرمانه من حق العمل والعيش بصورة كريمة والضغط عليه إقتصادياً باسلوبهم القديم (جوع كلبك يتبعك) مستهدفين في ذلك بعض المهن وعلى رأسها الصحفيين والاقلام النزيهة تحديداً.
وليس بالضرورة أن يُقتل الثائر أو من يصدح بكلمة الحق في وجه السلطان الجائر بالرصاص وحده ، فهناك أسلحة أخرى معنوية وإرهابية أكثر فتكاً ولن أقول بأنني أعيش الأمر فأنا على قناعة بأن للنضال ثمن أن لم يكن بالموت أو الإعاقة الجسدية فقد يكون بالإعاقة النفسية أو الحياتية أو العملية وجميعها تهون من أجل الوطن وكل ما أتعرض له منذ فترة من حرب عنيفة وصلت إلى منعي من دخول بعض المرافق الحكومية لن يحد من عزيمتي ولن يلين من الخط الذي أرضيته وكلها محاولات بائسة ومستمرة لإيصالي (حد الياس) ودفعي للهجرة خارج الوطن الأمر الذي لن يكون أبداً فأنا سأظل أناضل هنا على هذه الأرض ، وبين أهلي حتى أدفن في هذا التراب الطاهر كما أنني لن اكسب عيشي أبداً بالانبطاح للسلطة الغاشمة أو التطبيل للباطل كما أنني لن انضم لحزب سياسي حتى يقوم بدعمي ومساندتي ولو أموت جوعاً ولكن الأمر المؤلم أن يصل الامر إلى قطع أرزاق من حولي وكل من يحاول مساندتي فهؤلاء لا ذنب لهم حتى صرت أخاف على من حولي وأشفق على أرزاقهم أكثر من خوفي على نفسي رغم قناعتي بأن الارزاق بيد الله وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم.
هنالك حملة تشريد جديدة وإستبدال وقمع تمارسها السلطة الانقلابية الكيزانية هذه الايام وبعنف قبل حدوث التغيير المرتقب حتى وصلت القمة التهديد بالتصفية الجسدية وهي تشابه تماماً عمليات (التمكين) والبطش التي مارسها الكيزان في بدايات التسعينات ودفع ثمنها الكثير من الأبرياء وهي محاولة لتعزز السلطة الانقلابية من اقدامها وهي تحاول سحب البساط تدريجياً عن (الثورة) ولكنها لن تنجح هذه المرة مع ارتفاع درجة الوعي وثبات ثوار ثورة ديسمبر العظيمة ومواجهتهم لكافة انواع الظلم الذي تمارسه مجموعة (الإسلام السياسي) لاستمرار العسكر على سدة القرار تم الدخول الى مفاصل الدولة مرة أخرى من الابواب الخلفية والعودة بالبلاد مرة أخرى لاستغلال الدين للسيطرة علي عقول البسطاء ونحن بكل تأكيد ليس ضد الدين ولكننا ضد استغلاله للسيطرة على العقول.
عموما انا أقدم اعتذاري لكل من أصابه (رشاش) الحرب الموجهة ضدي ونال عقاباً لا يستحقه بالإيقاف من العمل أو عدم التعاون معه لإنجاز بعض الأعمال وآسف ان يكون هذا تعامل قيادات تحاول كل صباح التأكيد انها ضد الاقصاء وانها تعمل علي تسليم البلاد الي حكومة مدنية وكافة الادعاءات التي نشك في مصداقيتها ولكن هذه هي اساليب الدكتاتوريات علي مر التاريخ فلا جديد..
فلك الله ياوطن ..والي أين تمضي
ولكن ستظل الثورة مستمرة
عصب خاص
التحية للشرفاء الصامدون رغم شظف العيش والاستهداف
الرحمة والخلود للشهداء
و الردة مستحيلة
صحيفة الجريدة