بنتي عبير بدأت تتكلم لأول مرة في سن الرابعة، وتأخرت في الكلام بسبب عطل جزئي في عصب السمع، كان يجعلها تسمع الكلمات مشوشة او مقلوبة، وكانت تختزن عبارات كثيرة دون ان تعرف معناها الصحيح، وسمعتها في ذلك العمر تقول: يا رب ساعدني على التخلف، ويبدو أن جميع من يتابعونني هنا يعانون من التخلف، فقد اكتشفت قبل قليل ان يوم امس كان يوم فالنتاين أي عيد الحب، وبين مئات التعليقات التي وردت امس في صفحتي الشخصية والعامة لم أجد أثرا لوردة حمراء او دبدوب، ثم تجسست على صفحات العشرات منكم متزوجين و”سناقل” ووجدتها تعاني من القحط العاطفي وخالية من الورود والقلوب وعبارات البكش العاطفي، مما يؤكد أنكم إما تعانون من التصحر العاطفي بسبب عدم العثور على الحبيب/ الحبيبة، أو متزوجون مزمنون وشعاركم: بلا فالنتاين بلا بطيخ، ولعل هناك من قلبه رحب يتسع لعدد كبير كذلك الذي دخل مكتبة وسأل عن كرت مكتوب عليه “حبي الوحيد” ولما عرف ان الكرت مطروح للبيع اشترى منه ثمانية (كتامي)
الأقلية التي تحتفل بفالنتاين عادة هي شريحة العزاب، وكأنما المتزوج يقول: حبيت وانجرحت وتزوجت وحدس ما حدس، فتسأله وكيف انجرحت في الحب؟ فيقول لك: لأن الحب أعمى فإنك تقع في مطبات وحفر، “بينما الزواج يجعلك “مفتح” وشايف كل حاجة ولكن لسانك مشلول، بل من المتزوجين من يهنئ العزاب في فالنتاين بعيد الاستقلال الشخصي المجيد، وقال لي صاحبي المتزوج منذ خمسين سنة إنه قال امس لزوجته احبك مثل طقم اسناني الذي لا استطيع الابتسام بدونه
المهم اتضح انكم غير مواكبين للعولمة، أو ربما معظمكم خالي طرف ويعاني من كدمات بسبب الشواكيش، والله يستر عليكم من غضب شيخ فالنتاين الذي قد لا يفزعكم وينجدكم في السنوات القادمة، فتضطرون للجوء لشيوخ محليين غير متعولمين يملؤونكم “تفاف” وبخرات تعمل ربو والتهاب جيوب انفية ولا تأتي بمحبوب او مريسة تام زين
جعفر عباس