(1)
سبق ان كتبت وقلت كثيراً ان الحكومة سوف تكون مجبرة على التوقيع على الاعلان السياسي، وان البرهان والمكون العسكري ليس امامهم خيار غير التوقيع. لهذا قلت لا تعنينا تصريحات البرهان الرافضة فهو سوف يوقع على الاتفاق لأن الاتفاق يمثل مخرجاً له وهو الطريق الوحيد المتاح في هذا الوقت.
لو تركت لهم السلطة لكان هذا اسوأ عقاب يمكن ان يتعرضوا له. لهذا على الحرية والتغيير ان تضع شروطها وان تسيطر على الاوضاع سيطرة تامة وان لا تمنح العسكر فرصة للانقلاب عليهم من جديد.
البرهان ربما يدخل لمرحلة جديدة في السلطة من اجل اثبات فشل (الحرية والتغيير) رغم ان العسكر فشلوا في كل الحكومات التى انفردوا بها او كانوا جزءاً اساسياً فيها.
هم يبحثون عن شماعة جديدة لتعليق فشلهم عليها – لا تمنحوهم الفرصة في ان يجعلوا (التسوية) شماعة جديدة لفشلهم وإخفاقاتهم.
(2)
استنفدت الحكومة كل الفرص وفشلت في كل المراحل، وكان الثابت الوحيد بعد كل الاتفاقات والتغييرات (البرهان وحميدتي) .. اذا كان ابنك يسقط في (الرياضيات) لا جدوى من ان تذاكر معه في (اللغة العربية).
المشكلة في (الرياضيات)!!
التسوية الاخيرة او الاعلان السياسي المزمع التوقيع النهائي عليه سوف يكون الفرصة الاخيرة للبرهان وحميدتي وليس للحرية والتغيير .. يجب ان يفهم العسكر ذلك.
لقد فشل البرهان وحميدتي عندما كانت السلطة ممثلة في المجلس العسكري … وفشل البرهان وحميدتي بعد توقيع الوثيقة الدستورية مع حمدوك وفشلوا بعد حمدوك وفشلوا مرة اخرى عندما اعادوا حمدوك.
فشل البرهان وحميدتي بعد انقلاب 25 اكتوبر عندما تم تشكيل مجلس سيادة يضم عدداً من المدنيين وفشلوا عندما تمت الاطاحة بالمكون المدني في مجلس السيادة.
عندما تكون الاصابة في (الركبة) العلاج لن يكون في (الانكل).
نقولها منذ الآن ان معارضة الحكومة القادمة حكومة الاعلان السياسي لن تكون من الفلول فقط – المعارضة القادمة سوف تتمثل في البرهان والكتلة الديمقراطية حتى وهم جزء اساسي ورئيسي في السلطة.
(3)
كنت اضحك كثيراً عندما اسمع او اقرأ انتقادات للتسوية او تقليل لها من قبل المكون العسكري وأنصاره تتمثل في ان التسوية لا تعبر عن كل المكونات المدنية والسياسية وان التوقيع النهائي عليها لن يمثل الحل للازمة الحالية لأن هنالك مكونات رافضة للتسوية يجب ان تشملها التسوية .. وهنا دعوني اسأل المكون العسكري عن (الاجماع) الذي كان يجده انقلاب 25 اكتوبر !! .. لقد كان انقلاب 25 اكتوبر مرفوض من الداخل ومن الخارج وهو حرم السودان من دعم المجتمع الدولي في الوقت الذي تصاعد غضب الشارع السوداني عليه بصورة كبيرة.
لماذا صبرتم على حكومة انقلاب 25 اكتوبر كل هذه المدة ؟ وهي حكومة كانت غارقة في الفشل – عجزت في الاقتصاد وعجزت في الامن وأصبحت البلاد بسببها عرضة للتمزق والشتات والنزاعات.
حكومة 25 اكتوبر لم تنجح إلّا في الاطاحة بحمدوك وفشلت حتى في ان تأتي ببديل له ليظل المنصب شاغراً لمدة (16) شهراً.
(4)
سوف يخرج عليكم البرهان في البيان القادم منشرح الصدر مبتسم الوجه وهو يتحدث عن ثورة ديسمبر المجيدة وعن قوى الثورة والشعب السوداني العظيم.
سيحدثكم البرهان عن تغليب مصلحة البلاد على المصالح الخاصة وعن الارتضاء بالإعلان السياسي من اجل الوطن.
سيقول لكم البرهان سوف نعمل معاً في المرحلة القادمة من اجل انتشال الوطن ولراحة المواطن السوداني بعد ان عانى كثيراً في الفترة السابقة.
سيخاطب البرهان المكون المدني والحرية والتغيير بكل لطف وأدب ثم ينصرف بعد حفل التوقيع على الاتفاق للترتيب للانقلاب عليه.
ارجو ان لا يخلط البرهان بين البيان الذي سوف يتلوه على الشعب السوداني بعد توقيع الاتفاق وبين البيان الذي سوف يكون بعد الانقلاب على هذا الاتفاق.
(5)
بغم
الحكومة القادمة لن تصطدم بفلول حكومة انقلاب 30 يونيو وحدهم – الحكومة القادمة سوف تصطدم بفلول حكومة انقلاب 25 اكتوبر ايضاً.
والبرهان.
والكتلة الديمقراطية.
وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).
صحيفة الانتباهة