قال مجلس السيادة الانتقالي يوم أمس “إنه توصل لاتفاق سياسي مع الأطراف غير الموقعة على الإطاري”.. وقال انه “عقد اجتماعات، مع الأطراف الموقعة على الإطاري وغير الموقعة، وأنتجت الاجتماعات اتفاقاً على “الصيغة النهائية للإعلان السياسي؛ وقال ان الترتيب لإجراءات التوقيع على الإعلان الجديد سيتم “بالسرعة المطلوبة”.
هل بهذا الكلام وصلنا للمحطة النهائية؟.. وأن السودانيين قد وصلوا اخيراً لحلول لأزماتهم الشائكة؛ بالوصول الى الكيفية التي يحكم بها السودان خلال الفترة الانتقالية.. لأنه بصراحة الأوضاع الاقتصادية والأمنية في البلد تسير من سيئ الى أسوأ.
لا يهم أن يكون (الاعلان السياسي الجديد) هو نسخة معدلة من (الاتفاق الاطاري).. ولا يهم كذلك أن يكون نسخة (طبق الأصل) من المبادرة المصرية؛ ولا يهم مطلقاً أن يكون اتفاقاً (جديد كرت).. لكن المهم أن يجد توافقاً موضوعياً بمقبولية معقولة؛ تمهد له الطريق لتشكيل حكومة؛ وانهاء الخلافات المستعصية في الساحة السياسية بين (قحت المركزي).. وغيرها من الكتل الأخرى المعارضة لها.
اياً كان شكل الاتفاق الجديد.. نحمد له أنه أغلق الباب أمام (الاقصاء) الذي مارسته قوى الحرية والتغيير / المجلس المركزي خلال ادارتها للاتفاق الاطاري. ونحمد للاتفاق الجديد أنه أنهى حالة (الاستعلاء) التي كان يمارسها بعض قادة المركزي؛ ونحمد له أنه شطب منهج (لا أريكم الا ما أرى).. ونحمد له أنه يكذب (دعوات المبعوثين) التي نادت ليكون الاتفاق الاطاري هو (أساس) أي تشكيل قادم للحكومة السودانية وأنه الاتفاق الوحيد الذي يمهد لفترة انتقالية مستقرة.. ببساطة نستطيع القول إن الاعلان السياسي الجديد أنهى موضوع الاعتماد على المنهج الاقصائي المعوج والمعطوب الذي لن يرضي السودانيين مطلقاً؛ ولن تستطيع اية جهة مهما أعطيت أن تحكم السودان منفردة بهذا المنهج.. ومهما ادعت من انها تمثل الشارع؛ ومهما حظيت كذلك بدعم الوفود الغربية ومهما احتفت بزيارات المبعوثين.
تفاءلنا ورفعنا سقف الطموح ليكون هذا الاعلان الذي خرج من المجلس السيادي هو الحل الناجع والأمثل لانهاء حالة عدم الاستقرار والانسداد السياسي.. ونتمنى ان لا يكون المجلس السيادي قد أفرط في التفاؤل وهو يصوغ مفردات هذا البيان التي أثلجت صدور السودانيين.. لأنه اعلان أن الاطراف المصطرعة على الكراسي أخيراً قبلت بالتوافق والقبول بالآخر.
محتوى مدفوع
تطوّرات خطيرة بشأن مباراة المريخ والترجي التونسي
نتمنى فعلاً لا قولاً أن تكون هذه هي الحقيقة؛ وتفاءلنا اكثر أن بيان السيادي لم يحدد الجهات التي توافقت على الاعلان السياسي الجديد؛ انما أشار اليها فقط بقوله (الجهات الرافضة للاطاري).. ونتمنى أن تشمل هذه الجهات التي عناها البيان كل أطراف الساحة السياسية (عدا المؤتمر الوطني)؛ كما يريدون هم.
ونتمنى أن لا يخرج علينا عتاة (قحت المركزي).. الذين لا يعجبهم العجب؛ بأقوال وتصريحات (تأويلية جديدة) تقف عقبة أمام ميلاد الاتفاق السياسي الجديد؛ وختاماً نقول لهؤلاء أرحمونا بعدم التصريح حتى تتكشف كل المعلومات ونعلم من هم أولئك الرافضين.. وهل هم يمثلون كل فئات الشعب أم لا.. حتى نتمكن من قراءة سيناريوهات الساحة السياسية.. فقد قالها المواطن وما فتر (كفاية) يا هؤلاء
بخاري بشير
صحيفة الانتباهة