(1)
بإلقاء نظرة فاحصة لنتائج المباحثات السرية التي جرت بين الأطراف السودانية المتصارعة والمبعوثين الدوليين الــ (6) الذين يمثلون دول الاتحاد الاوربي وامريكا والامم المتحدة ، وبقراءة متأنية لما بين سطور البيان الصادر عن هؤلاء المبعوثين، والذي انحاز لمجموعة وهدد أخرى .. بقراءة كل ذلك يمكن القول أن هناك فرضيتين إثنين باتتا هما الأقرب إلى التحقق وفقا لنتائج تلك اللقاءات…الأولى أن تتوافق جميع الفصائل السودانية على الإتفاق الإطاري المؤيَّد والمدعوم من هذه القوى الدولية تحت وطأة الضغوط والتهديدات الدولية ..
والفرضية الثانية أن تؤسس نتائج تلك المباحثات لمرحلة جديدة من الصراع بين القوى السودانية بانحياز عدد من الأطراف الدولية إلى الفرقاء السودانيين ومساندة التيارات الإسلامية للكتلة الديمقراطية بشكل علني بما في ذلكالمؤتمر الوطني المحلول..
(2)
في حال حدوث السيناريو الأول (التوافق) فإن الأمور ستمضي على نحو ما إلى الإستقرار النسبي واستكمال هياكل الدولة وتشكيل حكومة مدنية لإدارة الفترة الإنتقالية وقيام المجلس التشريعي والمحكمة الدستورية ، وتنفيذ الكثير من البنود الواردة في الإتفاق الإطاري وصولا إلى قيام إنتخابات عامة في البلاد وفقا لماهومتفق عليه.
محتوى مدفوع
تهديد حكومي بنزع الأراضى الزراعية غير المستثمرة في الخرطوم
(3)
الواقع الذي لا مراء فيه أن الإتفاق الإطاري يحظى بدعم دولي منقطع النظير ، دعم يتخطى التأييد إلى تهديد الأطراف المعارضة له ، ولعل ذلك يبدو جليا في التهديد بمحاسبة أي طرف يعمل على عرقلة هذا الإتفاق وفقا للإشارات التي وردت في نتائج المباحثات، مما يضع الأطراف الرافضة في مواجهة مع الإتحاد الأوربي وأمريكا والأمم المتحدة.
(4)
ففي حال استمرار المواجهة بين بلدان المبعوثين الدوليين والمعارضين للإتفاق مثل تحالف الكتلة الديمقراطية بزعامة جبريل ومناوي، فإن مرحلة من الصراع الداخلي المدعوم خارجيا من أطراف متعددة سيبدأ بشكل واضح ، وفي هذه الحالة يتوقع أن يساند أنصار النظام المخلوع مجموعة جبريل ومناوي، لتبدأ مرحلة جديدة من الحرائق والإستقطاب الحاد والتدخل الدولي بصورة أكثر سفورا وقبحا ، وما يعني عمليا نهاية سلام جوبا…. اللهم هذا قسمي في ما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.
صحيفة الانتباهة