صلاح الدين عووضة يكتب : مجرد عيِّل!

غريبٌ عالمنا..

ومن غرائبه غرابة عالم الرجال..

ولكنه ليس بأشد غرابة من عالم النساء..

فدنيا المرأة مثل لعبة (متاهة) بالغة التعقيد؛ يصعب على اللاعب بلوغ نهايتها..

ولكن الرجل غرابته تتلخص في حقائق بسيطة..

بسيطة جداً؛ إن عرفتها الزوجة (الشاطرة) سعدت معه..

وأولى هذه الحقائق أنه مهما كبر عمره – وعظم شأنه – فهو في داخله

طفل..

طفل يحتاج إلى أمه – واسألوا علماء النفس – في شخص زوجته..

بل قد نلاحظ أنّ كثيراً من الرجال يعشقون شبيهات أمهاتهم..

وذلك كلما داهمته علة… أو مشكلة… أو نزوة..

نعم؛ حتى النزوة العاطفية يحتاج فيها الرجل لزوجته وإن كان ظاهرها هروب..

هو يريد أن يهرب منها – وإليها – في الوقت ذاته..

يهرب إليها إن عرفت كيف تتعامل بحكمة..

ويهرب منها جراء إهمال نفسها… وانشغالها عنه… والإكثار من تذمرها

وشكواها..

ثم يتمنى لو (تنقذه) من مغامرة ترهق ضميره..

ولكي تفعل ذلك لابد لها أن (تنقذ) نفسها أولاً من الذي يجعله يهرب منها..

فهو – عكس ما تظن المرأة – يتوق إلى (المودة والرحمة)..

ولكن حين تضحى حياته جحيماً – عوضاً عن ذلك – فإنه يبحث عن أخرى..

وقد يكون ذلك مدخلاً إلى زوجة ثانية بدلاً من محض نزوة..

ومن حقائق دنيا الرجل أيضاً أن ذهنه (أُحادي) التفكير؛ بعكس ذهن

الأنثى..

فهي ذات عقل (تعددي) يحتوي أشياء عدة في وقت واحد..

يحتوي مطبخها… وجارتها… وطفلها… وغسيلها… و(شمارات) جوالها..

ولكن الرجل إن أمسك بصحيفة يطالعها فإنه (يغرق) فيها..

وإن تابع مباراة في كرة القدم – على الشاشة – فإنه يكاد لا يعي ما حوله..

وإن أغمته هموم فإنه يصبح (خارج الشبكة)..

ومن ثم (لا يمكن الوصول إليه) رغم إنه قريب ببدنه… وحزنه… وصمته..

ومن حقائق عالم الرجل كذلك إنه لا يحسن التعبير عن عواطفه..

وقد يُعبِّر – مع كثير عنت – في فترة ما قبل الزواج..

ولكن فور انقضاء شهر العسل فإنه يصاب بداء (خرس الأزواج)..

وعبارة خرس الأزواج هذه ليست من عندي..

وإنما هي من صياغات الكاتب المصري الساخر أحمد رجب..

ويستعيض عن الكلام بأفعال لا تفطن إليها المرأة؛ فتظنه متبلد المشاعر..

وخلاصة الموضوع أن على المرأة محاولة فهم عقلية الرجل..

فهم أنها عقلية أُحادية التركيز… والتوجه… والانتباه… وليست بقوة عقليتها

هي..

فإن أرادت أن تفاجئه بفستان جديد – وهي تتكلم – فلن ينتبه إليه..

سيكون انتباهه موجهاً إلى كلامها؛ فيروح الفستان المسكين (في رجلين

الكلام)..

أو يذهب انتباهه إلى الفستان..

فيروح الكلام – حينئذٍ – (في رجلين الفستان)..

فالرجل – يا عزيزتي المرأة – كائنٌ (أبسط) مما تصوره لك عقليتك

(المعقدة)..

إنّه مهما تضخّم يبقى – في حقيقته – (حتة) طفل..

مجرد عيِّل!.

صحيفة الصيحة

Exit mobile version