الأطباء يحذرون منه في ظل تفشي كثير من الأمراض الجلدية..
(القوقو).. تجارة الأوبئة عبر القارات..
* مواطنون يشددون على ضرورة محاربتها وإبادة كل الوارد
* تجار : 40 % من (القوقو) نفايات وتالف من المصانع المنتجة
شراء الملابس المستعملة وتفضيلها على الملابس الجديدة خيار فرضته الظروف والطائقة المعيشية في الأونة الأخيرة، فخلال السنتين الماضيتين ظهرت ما يسمى بتجارة (القوقو) أو الملابس المستعملة، الآن تطور تجارة (القوقو) وأصبحت لديها أساليب عديدة للتسويق، حيث درج البعض على اقتحام المنازل وتقديم تلك الملبوسات مقابل الأواني المنزلية، يحدث ذلك في ظل تفشي العديد من الأمراض الجلدية مثل الجرب، جدري القرود وغيرها من الأمراض الجدلية المعدية، وفي السياق حذر خبراء من خطورة تمدد تجارة الملابس المستعملة مشددين على ضرورة أن تشرع الدولة وكل جهات الإختصاص في مكافحة تلك التجارة العابرة للحدود .
ملابس معقمة
يقول ابراهيم كارلوس صاحب محال بالسوق الأفرنجي لبيع الملابس المستعملة أن أغلب الملابس المستوردة ملابس تبرع أصحابها من الجنسين وأوضح أن بعض باعة (القوقو) الدرجة يقومون بفرزها، درجة أولى هذه العينة يقومون بتغليف المستعمل منها في أكياس، وقال وهنالك ما يسمى بـ(القوقو) النضيف هي ملابس جديدة ولكن غير مجمركة وتستورد عن طريق الحدود من الدول المجاورة مثل ليبيا وتشاد وأفريقيا الوسطى، وأن أغلبيتها ملابس أوروبية الصنع وذات جودة عالية وأن تصنيعها يحمل ماركات لشركات عالمية، ومضى نحن نقوم بفرز (البالة) المستوردة ونشرع في غسل الملابس وكيها قبل عرضها للزبون لذلك لا خوف على الزبون من لبسها مباشرة أو أن يقوم بغسلها مرة أخرى .
أسواق عامرة ومواقع عديدة
العم محجوب موسى أكد من خلال حديثه أن معظم الملابس أو ما يقارب الـ 40% منها جديدة تم التخلص منها في النفايات، وقال هنالك بعض المصانع تعمل بأعادة تدوير الملابس ولم يكن السودان وحده الذي توجد به تجارة (القوقو)، وأوضح غالبا تتدفق تلك الملابس من الدول النفطية بالخليج والسعودية .
وحسب إستطلاع لعدد من تجار (القوقو) بالسوق العربي والأفرنجي رغم توجسهم من ذكر بعض الطرق التي تصل بها الملابس المستخدمة، قال صلاح نوري: تجارة (القوقو) صارت مربحة وأن كثير من الشباب يعملون بها من أجل لقمة العيش، وقال أنهم قبل عملية البيع والعرض يعملون على تعقيم وغسل الملابس، بالإضافه الى حفظها في أماكن نظيفة بجانب عرضها الى أشعة الشمس حتى يتم التخلص من الجرايثم أو الميكروبات التي يمكن أن تتسبب في بعض من الأمراض الجلديه مثل البهق او جدري القرود أو الفطريات وفي السياق يقول سيف الدين أحد كبار تجار (القوقو) أن الملابس المستعمله تأتي عن طريق الكنائس الى نيالا وجوبا من دول مثل كندا و أمريكا في شيكارات كبيرة،منها يباع بالوزن عبر مستوردين كباربالسوق وقال تجاره (القوقو) سهلت عليهم عملية شراء الملابس باهظة الثمن،وأكد أن أسعارها في متناول اليد و ليس أسعار.
الأوبئة والامراض الجلدية
ورأى أحد المواطنين أن تجارة الملابس المستعملة تصاحبها خطورة بالغة وقال انه ضد تجارة (القوقو) بسبب تفشي كثير من الاوبئة المسببة للأمراض التي تتسبب فيها وأردف أن تجارة (القوقو) ممنوعة في كل البلدان، ويتم تهريبها بعيدا عن مراقبة السلطات، هي أشبه بالنفايات وكثير من الدول ترفض أن تعبر عبر أراضيها وذلك لكونها حاملة لكثير من الأمراض المعدية لذلك على السلطات السودانية أن تشدد في دخولها للأراضي السودانية .
المال سيد الموقف
قالت إخلاص سعيد كثيرون يلجأون لشراء الملبوسات المستعملة لعدم استطاعة البعض منهم شراء الملابس الجديدة، وقالت هنالك مواطنون يلجأون للقوقو لمساعده الأيتأم والمساكين والبعض يستعملها لتوفير المال، وقالت أنا كمواطنه محدودة الدخل اؤيد قرار منع تداول الملبوسات المستخدمة لجهة أنها مجهولة المصدر وأن المشتري أو الزبون لا يعلم هل من سبقه على لبسها معافى أم مريض؟
المواطنون يعانون
احد المواطنين قائلا ما ذنب المواطن ان لم يستطيع شراء ملابس جديدة؟ الحل المناسب اللجوء الى (القوقو) ما دام غير مخالف الشرع والقانون و قال، كل شخص قادر على حماية نفسه بالطرق المناسبة، وأن كل فرد أدرى بحالته المادية، وأردف، دعوا الشعب يسترزق بطريقته الخاصة ما دام الحكومة لم توفر لمواطنيها فرص عمل بصورة أفضل .
أمراض جلدية عديدة
في السياق استفسرت (الجريدة) عدد من الأطباء المختصين في الأمراض الجلدية التي قد يتعرض لها الفرد إزاء ارتداء الملابس، حيث قال الدكتور أحمد أختصاصي الجلدية: الأمراض الجلدية أولا لها أنواع عديدة ومن الأمراض التي يمكن أن تنقلها الملابس المستعملة من بكتريا وخلافه مثل الجرب والبهق وجدري القرود وخلافها من الحكات تصيب الإنسان، وذلك لعدم التنظيف الكافي، وأوضح لكن الشمس لها دور في قتل بعض البكتريا والجراثيم كما يفضل أن يتم غسل الملابس بدرجة غليان ثم كيها قبل استخدامها من قبل المواطنين.
كائنات دقيقة
ويرى استشاري الجلدية الدكتور احمد، أن بيع الملابس المستعملة بطريقة مكشوفة يعرضها لكثير من أنواع التلوث والميكروبات، بالإضافة إلى احتضانها وإحتوائها لحشرات دقيقة جدا قد تتوالد نتيجة عوامل الطقس، خصوصا في الأجواء الرطبة، وبالتالي قد تصبح هذه الملابس رطبة محتوية على حشرات وكائنات دقيقة لا ترى بالعين، وأشار إلى أن الفرد يبادر بارتداء الملابس المستعملة دون إدراك منه بخطورة ذلك، ولا سيما أنه لم يعمل على غسلها وعرضها في الشمس، ويشعر بعد ذلك بحكة جلدية في كل أنحاء جسده، وقال أن الخطورة تكمن أكثر في الملابس الداخلية التي قد تسبب الإصابة بالفطريات، أما الجرب فهو أخطر أنواع المرض الذي قد يتعرض إليه الشخص في حالة ارتداء الملابس الملوثة، ونوه إلى أن طفيل الجرب قد يصيب الإنسان عن طريق الملابس الملوثة وأغطية الأسرة، وقال أن الأعراض تبدأ في الظهور بعد الإصابة بالعدوى بفترة تتراوح بين أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع بحكة تزداد شدتها في المساء خاصة قبل النوم وعند الاستيقاظ، ويرجع ذلك إلى أن طفيل الجرب ينشط بالدفء، وتزداد شدة الحكة مع طول فترة المرض، وتظهر حبيبات حمراء صغيرة في أماكن مميزة، وهي البطن (حول السرة والجانبين) وبين الأصابع والإبطين والفخذين والأعضاء التناسلية، وقد تؤدي شدة الحكة وإهمال العلاج إلى ظهور مضاعفات مثل التقيحات والتهاب الجلد.
الغسل قبل الإرتداء
حكة وهرش
وأكد إستشاري الفيروسات الدكتور أحمد أن الملابس المستعملة غالبا تكون مصنوعة من خامات رديئة تسبب أنواعا عديدة من الحساسية بجانب قدرتها على نقل الأمراض الأخرى بسهولة عند الآخرين وخصوصا الأطفال، ولاسيما أن الطبقة الجلدية للإنسان حساسة بطبيعتها، وبالتالي تمتلك قدرة كبيرة في الإصابة بالفطريات والفيروسات وغير ذلك من الأمراض الجلدية، وبين الدكتور أن أبرز الأمراض التي تنتقل بواسطة الملابس الملوثة مرض الجرب الذي تسببه حشرة الجرب وتؤدي إلى حكة وهرش شديدين، كما أن الأخاديد التي تحفرها الإناث تظهر على شكل خطوط داكنة متموجة فوق الجلد تنتهي بنتوء صغير مستدير، وغالبا ما يظهر طفح على كل من جانبي الجسم من النتوءات الحمراء دقيقة الحجم التي تشبه لدغات الحشرات.
استطلاع ـ نهى حمزة بابا
صحيفة الجريدة