م. نصر رضوان | فشلت الاتفاقيات التى عقدها لنا الاجانب والبديل هو ان نتفق باردتنا

لن تستقر بلادنا مهما طال الزمن ان لم نتخلص من التدخلات الخارجية ونتفق على تكوين حكومة مدنية شرعية بشورى اهل الحل والعقد من المدنيين والعسكريين مجتمعين . فى الدولة الاسلامية لاتفرقة بين المدنى والعسكرى فالكل مجاهد فى مجاله متعاون مع الاخرين فى حدود عمله ملتزما بأمر الله الذى هو نافذ على الكل وعلى العسكرى قبل المدنى ،واذا كانت الدولة الحديثة قد جعلت من الجيش هو الجهة المنوط بها حفظ الامن القومى للدولة فى اوقات السلم ،الا ان الدفاع عن الدولة يصبح ( فرض عين ) على كل قادر وكل قادرة وذلك اذا ما نادى ولى الامر الشعب واستنفرهم لجهاد الدفع .
ماحدث بعد ثورة ديسمبر ان العالمانيين السودانيبن الذين من صفاتهم انهم جهلة بالتاريخ الاسلامى وبعلوم السياسة الشرعية والطرق الحكمية الاسلامية مهما تعلموا من امور الدنيا و الدين هم الذين افشلوا انتخابات 2020 وجاؤا بسفراء الدول الصهيونية الى ساحات الاعتصام وضللوا الشباب وسرقوا الثورة واشاعوا الفتن بالشعارات الكاذبة .
هم منقادون لاعلام الغرب ويعتقدون انه ( لا يمكن تحقيق سبق علمى وتطور تقنى ومن ثم تحقيق حياة عصرية مرفهة للمجتمع المسلم الا باتباع سنن الغرب حذو القذة بالقذة .
هم لا يتخيلون انهم يمكن ان يكونوا متدينين ومتمسكين بثوابت الاسلام وفى نفس الوقت يمكن ان يأخذوا من تقنيات وحضارات الغرب والشرق ما لا يتعارض مع الاسلام ، وباختصار هم بجهلهم يعتقدون انك كمسلم واننا كمجتمع مسلم لا يجب ان نعيش فى دولة مسلمة تحكمنا شريعة اسلامية ولابد لنا من ان نقلد مجتمعات الغرب فى كل شئ حتى فى الملبس والمأكل و الانحلال الاخلاقى ذلك حتى نستطيع ان نعيش مع غيرنا من الامم التى سبقتنا فى المدنية وندخل معهم فى (المجتمع الدولى ) الذى جعلت امريكا من اهم شروط الدخول اليه ان تتحول الدولة الى دولة عالمانية لا دينية تحكم بامزجة ( اصحاب الثروة المادية الذين يسيطرون على السلطة عن طريق الدعاية الاعلامية التى تجتاح بالمال الانتخابات فتوصل للحكم من يحقق لها السيطرة المادية على الشعب ،فكل من دفع اكثر فى الدعاية الانتخابية هو من سيصل الى منصب رئيس الدولة ثم كل ثرى هو من سيصل الى الكونقرس والبرلمان لتقوم الاغلبية الثرية بالتشريع للمجتمع فتضع القوانين التى تحقق اكبر فوائد للاثرياء وتلقى لعامة الشعب الفتات لتحقيق بعض الرفاهيات بغمسهم فى شهوات البطن والفرج وبذلك تتم سيطرة اولئك الاثرياء على شعوب امريكا والغرب وشعوب العالم الذى يسمونه العالم الثالث ( ومن يفعل ذلك ويوصل من يريد من الاشخاص الى سدة الحكم هم فى الغالب صهاينة يهودمسيحيين يسيطرون على شعوب امريكا واوربا عن طريق الربا واغراق البسطاء بالديون باستعمال الفيزا كارد ) .
الديمقراطية عندهم هى ان يحكم الاثرياء الشعب بما يشرع الاثرياء ، بينما الديمقراطية الاسلامية ( الشورى ) هى ان يختار الشعب من الفقهاء والعلماء من يحكم الشعب بما انزل الله ،ولا يشترط ان يكون اولئك العلماء والفقهاء من الاثرياء ،بل مر علينا فى التاريخ الاسلامى انه من فضائل حكامنا المسلمين انهم تحولوا الى فقراء طوعا و تزهدا بعد ان كانوا اغنياء قبل ان يختارهم الشعب او يجبرهم على الحكم لصلاحهم وعلمهم وكفاءتهم ، وذلك حتى يساووا انفسهم باقل مواطنيهم مداخيلا ( عمر بن عبد العزيز كمثال ) .
هناك فرق بين الحضارة الاسلامية والمدنية العالمانية الغربية وهو ان الحضارة الاسلامية ترعى احتياجات الانسان الذى خلقه الله تعالى من روح وجسد ، فكما ان للجسد احتياجاته فللروح احتياجاتها، اما المدنية العالمانية اللبرالية اللادينية التى تزدهر الان فى الغرب فانها تركز على تحقيق احتياحات الجسد فقط وتهمل الروح ولذلك تكثر مظاهر عدم الرضا النفسى عند الغربيين فتشيع حالات الانتحار وقتل بعض المراهقين لاطفال رياض الأطفال وغير ذلك فى امريكا بالذات .
اعود لاقول ان القلة من العالمانيين السودانيين هم مخدوعون بالدعاية الصهيونية العالمية وبالذات افلام هولى وود التى تغسل ادمغتهم وتصور لهم الاسلام كعائق عن اللحاق بالمدنية فى عصرنا هذا ، والذى بث تلك الخدعة الاعلامية هم الصهاينة الذين يخشون من عودة قيام دولة الخلافة العثمانية لانها اخر دولة خلافة اسلامية حكمت العالم ، ومعلوم ان الصهاينة هم الذين قوضوا دولة الخلافة العثمانية فى تركيا من الداخل على يد يهود ( الدونمة الاتراك) وبالطبع كان العالمانى كمال اتاتورك هو الحاكم الذى قلده الصهاينة حكم تركيا بعد سقوط الدولة الاسلامية العثمانية والتى حل بعد سقوطها الاستعمار العالمانى اليهود مسيحى الفرنسى الانجليزي حاكما على بلاد العرب والمسلمين وحتى بعد خروج ذلك الاستعمار عسكريا من
دولنا العربية ( زمن الاستقلال) قاموا بتعيين حكاما عسكريين عالمانيين وقوميين عرب على بلادنا العربية وجعلوهم لا يدعوا فرصة للشعب العربى المسلم لان يختار حكامه بطرق الشورى الاسلامية عن طريق اختيار اهل الحل والعقد وهو ما ظلننا ننادى به منذ التغيير الذى حدث بعد ثورة دبسمبر 2018 لكن العالمانيون الذين ( سرقوا الثورة ) ما زالوا يعارضون ذلك دون ان يتمكنوا من تقديم مقترح بديل لاقامة حكم شورى ديمقراطى عصرى لبلدنا الذى تسكنه اغلبية مسلمة لا ينصلح حاله الا بما انصلح به حال اسلافه الذين حكموا بشورى اهل الحل والعقد منذ اختيار الخليفة ابوبكر الصديق الى اختيار اخر خليفة عثمانى.

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version