إنكار قيادات الحركة الإسلامية ما بات معروفاً للجميع بالعلم الضروري والقطعي، مشاركتهم في انقلاب ٣٠ يونيو ١٩٨٩، وهو يُماثل ما حدث في تجربة الحزب الشيوعي السوداني، حينما أنكر السياسيون المدنيون مُشاركتهم في انقلاب مايو ١٩٦٩ وصناعتهم لانقلاب ١٩ يوليو ١٩٧١ عبر الجملة المُراوغة (شرفٌ لا ندّعيه وتهمة لا ننفيها)..!
وهذا ديدن السِّياسيين السُّودانيين في كل زمان ومكان، بما فيهم حزب البعث في انقلاب رمضان، إهدار قيمة المصداقية في سبيل كسب اللحظة السياسية أو الجنائية.
في الراهن الآن، من الراجح ألاّ يحسن ذلك الإنكار كثيراً من موقف القيادات الإسلامية المدنية بالقضية في بُعدها الجنائي، ولكن بكل تأكيد ستكون الخسارة أفدح في الصورة التاريخية واحترام الأجيال المُعاصرة.
فسيخسرون احترام كل من يجعل للصدق قيمةً تتجاوز السياسة في تعريفها الوظيفي إلى ما هو أخلاقيٌّ ومبدئيٌّ مرتبطٌ بالشجاعة وعدم الكذب.
وستبدو في المُقابل، اعترافات البشير وبكري وإن قُوبلت بالإدانة الجنائية، فهي ذات قيمة رفيعة في سجلات أرشيف الشجاعة بمفهومها السودانوي، الذي رسخت له الأدبيات الشعبية.
ضياء الدين بلال