محيي الدين شجر يكتب : دقلو والثبات على المبادئ

برهن نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، ثباته على المبادئ والمواثيق وهو يصرح مؤخراً وفي أكثر من مرة أنه ملتزمٌ بالاتفاق السياسي الإطاري الذي وقّعه على رؤوس الأشهاد، في الوقت الذي بدأ فيه رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان متراجعاً عنه في تصريحاته الأخيرة بولايته نهر النيل، مثلما فعل أيضاً عضو مجلس السيادة كباشي في ولايته جنوب كردفان.
الاثنان، كأنهما أي البرهان وكباشي اتفقا على أن يُصرِّحا بتصريحات سالبة وكأنّهما أرادا أن يقولا إنّ الجيش غير ملتزم باتفاق لا يُحظى على أغلبية كما زعما.
في المُقابل، بدأ نائب البرهان ثابتاً في موقفه، مما أكسبه احترام الكثيرين المُوقِّعين معه على الإطاري والمُراقبين والمجتمع الدولي والآلية الثلاثية والرباعية التي رعت الاتفاق.
ما أعرفه أن الاتفاق السياسي الإطاري تمّ توقيعه بعد دراسة عميقة وبعد صراعات عنيفة جداً بين المُكوِّنيْن المدني والعسكري، حتى وصل الناس إلى مرحلة اليأس من الوصول إلى اتّفاقٍ.
ليتذكّر الذين يُريدون التنصُّل عن الاتفاق الإطاري الآن أنهم وعقب الانقلاب في الخامس والعشرين من أكتوبر 2021، فشلوا تماماً في تكوين الحكومة، وفشلوا أيضاً في تحسين الاقتصاد بسبب توقُّف الدعم الدولي والمُساعدات نتيجة لانقلابهم.. ليعلموا أن العودة إلى ذات الانقلاب بانقلاب جديد أو تنصُّل جديد سيكون بمثابة التمادي في تكرار الفشل.
إنّ ما يُميِّز الاتفاق الإطاري أنه جاء برعاية من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي برمته، وبمباركة من دول الخليج، وبالتالي سيجد السودان دعماً كبيراً، خاصّةً من دول الخليج، كما سيُحظى بمشروعات دولية ضخمة.
العجيب في الصراع السوداني أن جبريل وزير المالية والذي يقف ضد الاتفاق الإطاري بلا سبب مقنع، يصرِّح كثيراً أن الدعم الدولي توقّف نتيجة إجراءات البرهان السابقة، وأن المالية خاوية على عروشها.. والاتفاق الإطاري الذي يرفضه هو الذي سيعيد لخزينة المالية الدعم المحجوب.
والعجيب أنّ مناوي الذي يُعارض الاتفاق الإطاري ينتظر تنفيذ اتفاق السلام والذي لن يُنفّذ إلا بدعم دولي ضخم يدخل عبر الإطاري.
إنّ ما يحدث في السُّودان لا يُصدِّقه العقل!!!
العالم كله ينتظر تكوين حكومة مدنية ليفتح لها الأبواب، ونحن غير قادرين على تكوينها.. نتصارع ونختلف!!!
صدِّقوني العالم الذي يتكالب علينا لأجل حكومة مدنية، سيأتي يومٌ ويتركنا لحالنا، مثلما تركنا ثلاثين عاماً في فترة الإنقاذ وعندها لن يَكُونُ هُنالك سُودانٌ!!!
أفيقوا والتزموا بالمواثيق والعُهود، واحفظوا السُّودان من التمزُّق…!

صحيفة الانتباهة

Exit mobile version