“أنا حبيب الله وكاسيوس كلاي اسم عبودية لا أريده”.. لكن ماذا كشف الحمض النووي لأسطورة الملاكمة؟

لم يكن محمد علي كلاي بطلا عالميا فريدا في رياضة الملاكمة للوزن الثقيل فحسب، بل وشخصية جريئة كبيرة ومتوهجة. أعلن إسلامه في 7 فبراير عام 1965، وظل وفيا لمعتقده حتى وفاته.
إقرأ المزيد

سر نقش “محمد هو نبي الله” على صخرة في الولايات المتحدة!
كلاي، الذي ولد في 17 يناير عام 1947 بمدينة لويزفيل بولاية كنتاكي، حدد بمنطق إيماني موقفه من اسمه الذي منح له بالولادة بقوله: “كاسيوس كلاي هو اسم رق. لم أختره ولا أريده”.

كما صرّح في عام 1964مفتخرا باسمه الإسلامي قائلا: “أنا محمد علي، اسمٌ حر، ويعني حبيب الله، وأصر على أن يستخدمه الناس حين يتحدثون معي”.

عُرف محمد علي، بطل العالم الأول والوحيد في الملاكمة للوزن الثقيل ثلاث مرات، بمواقفه الحازمة وبتمسكه بمبادئه وعقيدته والتضحية من أجلها.

كاسيوس كلاي كان حاز أول لقب له في بطولة العالم للوزن الثقيل، وعمره 22 عاما. وفي تلك المناسبة أطاح بخصمه سوني ليستون. وبعد تحوله إلى الإسلام، دافع محمد علي عن اللقب بفخر في مباراة الرد ضد ليستون في 25 مايو 1965.

تغلب محمد علي، على خصمه في الجولة الأولى بالضربة القاضية. وما أثار الدهشة في ذلك الوقت أن المباراة لم تستمر أكثر من دقيقتين.

وعلى مدى السنوات الثلاث التالية تغلب محمد علي الكثير من نجوم الملاكمة في الوزن الثقيل مثل فلويد باترسون وبريان لندن وكليفلاند ويليامز.

رفض محمد علي في 28 أبريل 1967 الانضمام إلى الجيش الأمريكي الذي كان في ذلك الوقت في ذروة عملياته فيي حرب فيتنام.

إضافة على ذلك، عارض الأسطورة المسلمة الحرب بشدة وأعلن أنه غير ملزم بالخدمة تحت أي ظرف من الظروف. تصريحاته الصحفية كمعارض للحرب حظيت باهتمام واسع في وسائل الإعلام.

ودفع محمد علي ثمن موقفه من تلك الحرب الظالمة، حيث جردته سلطات الملاكمة من كل ألقابه ووصل بها الحد إلى تعليق رخصته في مزاولة الملاكمة، بل وحُكم على علي بالسجن خمس سنوات، إلا أنه لحسن الحظ ، أطلق سراحه عند الاستئناف.

استأنف محمد علي مشواره في حلبات الملاكمة أوائل السبعينات، وحقق المزيد من الانتصارات، كما تعثر، وتعرض لأول خسارة له كملاكم محترف في عام 1971، أمام جو فرايزر وكان حينها بطل العالم في الملاكمة للوزن الثقيل مع غياب كلاي عن المنافسات.

لم يستسلم محمد علي، ولم تضعف عزيمته، وتمكن من هزيمة العديد من الملاكمين لاحقا، بل وانتصر على غريمه فرايزر في معركة الرد في 28 يناير 1974.

تقاعد محمد علي عن رياضة الملاكمة في سن التاسعة والثلاثين، وحقق خلال مسيرته الرياضية الطويلة 56 انتصارا منها 37 بالضربة القاضية، وخسر النزال في 5 مباريات مان آخرها أمام تريفور بيربيك في 11 ديسمبر 1981.

في سنواته الأخيرة، تدهورت حالة محمد علي الصحية بعد أن تم تشخيص إصابته بمرض باركنسون في عام 1984، لكنه بقي تحت الأضواء لسنوات عديدة لاحقة.

محمد علي كلاي، الأسطورة في الرياضة والحياة، توفي يوم 3 يونيو عام 2016 عن عمر ناهز 74 عاما، وترك خلفه إرثا من البطولات والمواقف الكبيرة.

اللافت أن عائلة محمد علي اكتشفت بعد وفاة من خلال اختبارات الحمض النووي، صلة قرابه لها مع آرتشر ألكسندر، وهو بطل من العبيد كان قاتل بجسارة خلال الحرب الأهلية من أجل حريته وضد العبودية.

المصدر: RT

Exit mobile version