أصابت الدهشة الفنان المصري الكبير عادل إمام في مسرحيته الواد سيد الشغال، عندما أخبره الرجل الثري صاحب القصر، والذي قام بدوره الفنان الكبير عمر الحريري، بسعر الأطباق التي قام بتحطيمها، وكانت دهشة عادل إمام (سيد الشغال) عظيمة عندما علم أنّ ثمنها يُعادل مُرتبه لسنواتٍ طويلة، وارتفاع قيمته تكمُن في توقيع القائد نابليون بونابرت عليه، وكان الحوار اللطيف بينهما، والذي بدأ بسؤال سيد الشغال.
بونابرت بتاع الحملة الفرنسية..؟
أيوا نعم
هو ساب الجيوش والممالك وقعد يمضي على الأطباق.؟
جبنا الحكاية دي ليييه..؟
بعيداً عن الحوار، وعن ضيوف البلاد (الكبار)، تعالوا نفرح ونحتفي بالانجاز الرئاسي، فقد تمّ أخيراً الصلح بين المُمثِل أحمد الجِقر وشريكِه، في ما يخُص قضيتهما وخلافهما على عائدات اليوتيوب التي حققها مُسلسلهُما، حمداً لله، أخيراً أثمرت الوساطات، وعادت المياه إلى مجاريها بينهما، نسأل الله أن يُقيِّض لنا من يُعيد السودان لأهله.
وتعود أفريقيا لنا، وتعود أنغام الصباح.
قد يسأل القارئ ما لنا نحن وخلافات هؤلاء..؟
نقول لمن يسأل، نحن أيضاً نُشاركُكم الرأي مالنا نحن وهؤلاء، والناس في شنو وديل في شنو، هي قصة عادية لا علاقة لنا ألبتة بها، ولدينا من نوعها ملايين القصص، بس زي ما قلنا ليكم في البداية جبنا الحكاية دي لييه؟، لأنّ الوسيط (الكمّل) الشُغل، وسيط استثنائي، ومن لم يعلم فإنّ الوسيط بينهما كان مكتب البُرهان، فقد تدخّل مكتبه مشكورا، لفض النزاع التاريخي بين أحمد الجقِر وشريكه، ونجحت الوساطة نجاحاً عظيما، ومن هنا نهنئ الشعب السوداني الذي تابع بقلق شديد تطورات الصراع بينهما، نقول ليهو ألف مبروك، فلقد جاء اليوم الذي انتظرتُموه كثيرا، وعُقبال التدخُل لانهاء الخلاف على أغنية سيد الفنيلة البيضا، مكتوب عليهو الريدة، دقستي ليه، والمختلف على أنّها أغنية تُراثية ولا ما تُراثية.
الواد سيد الشغال خلى طقِم الصحون، ومبلغ الغرامة الضخم المفروض عليه، وذهب يسأل باستغرابٍ شديد عن نابليون بونابرت والذي ترك الفتوحات والبطولات، وتفرّغ للتوقيع على الصحون..؟، ونحن بدورنا نسأل بجدية، بصرف النظر عمّن أدخل القضية في المكتب، وعمّن دخل طرفاً للبت فيها، هل المكتب (الرئاسي) مفتوح لكُل صاحِب مُشكلة..؟، وما هي انجازاتِهِ في القضايا العامة..؟ عجباً والمواطن يشكو من ضائقةٍ معيشيةٍ خانقة، متبوعة بانفلات أمني خطير، فضلاً عن دمارٍ لم يترُك مُوسسة إلّا وطالها، ما حدث ليس بانجاز بل استفزاز، لمواطنٍ عاجز عن توفير أدنى حاجيات يومه، ولم يعُد يحلم برفاهٍ قد يدخُل عليه من بواباتِ هؤلاء.
أظنّك عزيزي القارئ تتفِق معي على أنّ ادارة تسويق الوهم، ما زالت تعمل بكفاءة في مؤسساتنا الحكومية العُليا، وما زالت تُمارِس عملِها في تعبيد الطريق للقصص (الوهمية) للدخول بسهولة، وفنيلة ميسي والاحتفاء الشديد بها ليست ببعيدةٍ عن الأذهان.
صحيفة الجريدة