وفي الجنوب من يدخل للعزاء على الميت يهز رمحه ويشتم الموت….و…
ثم يقعد ويشرب المريسة…
وفي لقاء القاهرة قحت سوف تهز رمحها وتشتم الوطني و… ثم تقعد وتشرب المريسة..
……….
(2)
والمندوب الأمريكي…./ أو من يدير الاجتماع أياً كان سوف يظل يسمع صامتاً
يسمع لقحت وللحركات وللأحزاب.. و..
ومن يدير الاجتماع والآخرون معه كلهم يعلم أن صراخ كل جهة تأثيره على القرارات هو شيء مثل تأثير صاحب الجنوب على الموت..
وكل أحد ينتظر نهاية المسرحية ليصل الاجتماع إلى الشيء الحقيقي الوحيد
والشيء الحقيقي الوحيد هو ما يقرأه مدير الجلسة في النهاية
وما يقرأه مدير الجلسة في النهاية هو القرارات
القرارات.. التي اعدت قبل اللقاء بأيام والتي هي
حكومة انتقالية شاملة (يرأسها البرهان)
ووزراء يعينهم البرهان
ووعد بالانتخابات… وعد ثم وعد
و….
………..
والحكومة القادمة لوحة غريبة
حكومة يعجز كل أحد عن قبولها
ويعجز كل أحد عن رفضها
فالسودان الآن هو
زيارة حميدتي إلى تشاد بعد يوم واحد من زيارة البرهان زيارة تكمل رسم حقيقة غريبة
ورسم سلسلة غريبة
فالسودان الآن
رئيس مستقل ونائب رئيس مستقل
وبعد العجز عن تفكيك الجيش تقوم جيوش… جيوش مستقلة
موازية..
وبعد العجز عن تفكيك جهاز الأمن والمخابرات تقوم أجهزة أمن ومخابرات… مستقلة.. موازية
والحركات المسلحة حين تعجز/ بسبب المنافسة في ما بينها/ حين تعجز عن حكم السودان وإبعاد الآخرين كل منها يقيم لنفسة سلطة مستقلة موازية للحكومة
وقحت وجهات وجهات حين تعجز عن إلغاء القضاء تقيم أو تسعى/ كما قال صاحبها إسماعيل/ تسعى لإقامة قضاء مستقل مواز لقضاء الدولة..
قبلها اتفاقية جوبا التي تخصص للحركات المسلحة ميزانية هائلة لا سلطة لأحد عليها تصبح بهذا دولة.. موازية مستقلة
مستقلة بجيشها… مستقلة بإداراتها مستقلة بحكومتها مستقلة بأموالها
و…
………..
(3)
السودان يصبح (فعلاً) عشر دول أو عشرين…
دول كل منها دولة مستقلة..
وكلمة (مستقلة) كلمة مخادعة…. تخادع حين تجعل المواطن يشعر أن الدول هذه تستغني وتسكت
بينما الحقيقة المخيفة هي أن الدول هذه كل منها يستعد لضرب الآخرين
(ضرب) بالمعنى الحرفي للضرب
وما يجعل إبطال اللغم هذا مستحيلاً هو أن الدول المستقلة هذه ما يديرها هو أصابع تمتد من الخارج وإلى درجة أنه لا أحد في السودان يملك قراره
………..
(4)
وأجواء مؤتمر القاهرة هي هذه..
لكن عجز الجهات الداخلية عن اتخاذ قرار يقابله صراع الأصابع العالمية التي تتخذ القرارات
والأصابع الخارجية هذه هي شيء لا يكاد أحد يعلم ما سوف تصنع
والعجز… العجز عن القراءة سببه هو تناقض العوامل عند كل جهة
والنموذج الأعظم هو أمريكا في السودان اليوم
وتناقض تياراتها
وتناقض تعاملها مع التيارات هذه
وما بين قهوة السفير الأمريكي في الشرق وحتى مؤتمر القاهرة ما يتضارب هو
أمريكا تجد أن قحت وجهات أخرى تسعى لبيع السودان إلى جهة من الجهات التي تصطرع في السودان
وأنه لا يحمي السودان أحد غير المؤتمر الوطني
وأمريكا تتغنى الآن بأغنية (لا بدورك ولا بحمل بلاك)
وأمريكا… عندها ما تفعله هو
حكومة كفاءات
وتحت قبضة البرهان
والبرهان ما يهمه هو… أن يحكم
وأمريكا تلوِّح بانتخابات… حتى تضمن سكوت المؤتمر الوطني
وأمريكا ما تذهب إليه هو… ألا تقوم انتخابات أبداً
والبرهان يقبل فالبرهان عندها يظل يحكم
و… يمدد ويمدد
وأمريكا ما يهمها جداً هو التعامل مع الحالة الدولية الساخنة الآن
وبعد عامين (يموت الفقير أو الأمير أو البعير)
وهذه مقدمة لحديث قادم
ما لم تتقاطع الأحداث التي لا تتوقف
إسحق أحمد فضل الله
آخر_الليل
السبت/٤/فبراير/٢٠٢٣