أشرف عبدالعزيز يكتب: تحركات وزيارات!!

تشهد الحدود بين السودان وتشاد وأفريقيا الوسطى منذ فترة حركة عسكرية نشطة من مجموعات تقول كل دولة إنها تقود أعمال غير قانونية وتتبع لجهات لا تكشف عنها.
وكان الرئيس التشادي أرسل في 21 من يناير الجاري مبعوثه الخاص (بوي) (وهو من أصحاب النفوذ بانجمينا) للخرطوم حيث التقى البرهان وحميدتي كل على حده وسلمهما رسائل من محمد ديبي.
وجه مبعوث الرئيس التشادي للبرهان دعوة لزيارة تشاد وأخرى مماثلة لنائبه حميدتي الممسك بزمام الملف الحدودي والذي تنتشر قواته على طول الحدود .
وقبل وصول البرهان وحميدتي إلى إنجمينا قالت حكومة ديبي إنها قلقة بشأن إحاطة المرتزقة الروس بها من كل جوانب حدودها ، وقال وزير التخطيط العمراني في تشاد محمد السليك حلاتة، إن بلاده محاطة بـ«المرتزقة الروس في الدول المجاورة بما فيها ليبيا»، مؤكدًا سعي تشاد إلى التأثير على نفوذ موسكو في دول القارة السمراء.
ولم يكتف السليك بذلك بل أشار إلى أن الأمريكان والفرنسيين أو غيرهم، يأخذون بعين الاعتبار الخصوصيات الإقليمية والتحدي الذي يواجهه التشاديون في مواجهة الإرهاب الدولي.
وأصدرت وزارة الخزانة الامريكية يوم الخميس ٢٦ يناير ٢٠٢٣ إعلاناً بفرض عقوبات على عدد من الكيانات والأفراد المرتبطة بمجموعة (فاغنر) الروسية. وتضمنت قائمة العقوبات التي شملت ستة عشرة شركة و ثمانية افراد، ومؤسسات موجودة في الامارات العربية المتحدة، وفي جمهورية افريقيا الوسطى.
من الواضح أن الوجود الروسي في المنطقة يزعج فرنسا والولايات المتحدة، ومن المؤكد أن مستقبل السودان السياسي سيؤثر سلباً أو إيجاباً على مساعي الدولتين للحد من نفوذ (الدب الروسي) ، والدليل على ذلك لم تشمل عقوبات الخزانة الأمريكية (الفاغنر السوداني).
من المؤكد أن فرنسا تنظر إلى روسيا بتحدي أنها أصبحت مهدداً لمصالحها في أفريقيا لكن الولايات المتحدة أيضاً لا تريد لروسيا أن تفرض نفوذها في العمق الأفريقي وبالتالي لن تسمح بأن تستغل الخرطوم معبراً لذلك.
زيارة البرهان وبرفقته مدير المخابرات القادم للتو من أمريكا ركزت على ضرورة التعاون العسكري والأمني بين السودان وتشاد والعمليات المشتركة في المنطقة الحدودية عن طريق تفعيل القوة الثلاثية المشتركة (السودان – تشاد – افريقيا الوسطي)، أما من حيث الواقع فزيارة حميدتي مهمة لمعرفته بالملف والمنطقة..!!
ستدخل معادلة تعزيز الأمن الإقليمي وفقاً لمواقف المجتمع الدولي في اتون الحل السياسي الداخلي وهكذا تعزز هذه الزيارات الاتفاق الاطاري لأنه الضامن الوحيد لاستقرار السودان .

صحيفة الجريدة

Exit mobile version