زاهر بخيت الفكي يكتب: الثوار أولاً يا سلك..!!
استوقفتني في الحوار الذي أجراه الأستاذ أشرف عبدالعزيز (الجريدة)، مع الناطق الرسمي بإسم القوى الموقعة على الإتفاق الإطاري، الأستاذ خالد عمر (سلك)، اجابته العقلانية جداً على سؤال، اعتقد أنّ الاجابة عليه تحتاج حقاً للتروّي قبل الرد، فالسؤال يقول، أنّ الظروف الحالية البائسة التي تمُر بها البلاد لا تتحمل الانتظار أكثر وقد تتجاوزكم المقاومة بالانتقاضة الشعبية التي بات المناخ مهيأ لها تماما؟، فأجاب اجابة دلّت على أنّ الرجُل، قد بدأ الخروج الفعلي من دائرة النُشطاء، فقال في رده على السؤال، بكل تأكيد كل السيناريوهات واردة ونحن نعمل بجد لأن نعجل الخطى لنحقق غايات وتطلعات شعبنا، ونرفع عن كاهله أي ضيق أو معاناة.
صحيح أنّ الاجابة فضفاضة في بعض جوانبها وتشبه إلى حدٍ كبير اجابات (القوم) أصحاب السفينة التي قالوا عنها زمن الهُتافات بأنّها لا تُبالي بالرياح، في ما يخُص جانب الضيق والمُعاناة ورفعهما عن كاهِل الشعب، وبعض الاجابة فيها عقلانية، وهو اعترافه بأنّ المُقاومة ستتجاوزهم بانتفاضة شعبية في حال التراخي، وستُصبِح كُل السيناريوهات واردة، نعم من المؤكد أنّ الحل إن لم يأتِ عبر طاولات الاتفاق، قطعاً ستعدد بعدها السيناريوهات، وسيكون من بينها سيناريو الانزلاق الخطير، في مُستنقعات الفوضى الآسنة، ومن تخلو حساباتهم السياسية من رصيد، قطعاً ينتظرون الانزلاق بفارغ الصبر، للاصطياد في بركة مياه السياسة العكِرة المُتسِخة بأفعالهم، وبتصرفاتهم الصبيانية التي لم ولن تتقدّم بها البلاد خطوة واحدة للأمام.
وهل سمعتُم ببلادٍ ارتقت سُلم الرفاه بالعنتريات والنظريات العشوائية..؟
نُذكِر خالد سلك ومن معه في ضفةِ الاتفاق الاطاري، ومن يجلسون في الضفة الأخرى الرافضة للاتفاق، ولغيرهما من خفافيش الظلام، من أؤلئك الذين استعاروا من الحرباء جلدها ليستخفون به، ويُغيرونه للمصلحة متى وجدوا إليها سبيلا، أنّ الثورة التي عرّفتكم وصيرّتكم أعلاماً بعد أن كُنتُم نكرات، ما زالت نارها مُتقدة، لم تنطفي بعد، وما زالت رياحها مُتحركة، تتطاير شرارتها إلى حيث يُريد أهلها، وأنتُم ليسو بأهلها، فهل اجتمعتًم يوماً على بناء جسرٍ للتواصل، للوصول به إلى من أشعلوا نار الثورة، للاتفاق معهم على حلٍ يُمكنكم للانتقال بهم ومعهم إلى مُربعات الحُرية والسلام والعدالة، وتدخلون به معهم إلى ساحات المدنية، التي استرخصوا لأجلها أنفسهم..؟
لن تُبحِر سفينة السلام والمدنية يا سلك، قبل أن يتوافق على ابحارها، من كانوا سبباً في اخراجها من الوحل الذي ادخلوها فيه جماعة الإنقاذ، واعلم بأنّ مفاتح أبواب المدنية والاستقرار موجودة في يد الثوار الأحرار، وقد باعوا أنفسهم رخيصة لأجلها، فلن تأخذونها منهم بالاستغفال والتغييب، فإن أردتُم دخول المدنية بسلامٍ، فابحثوا عنهم وفاوضوهم، وارضخوا لشروطهم، وإلّا فلن تسلم بلادنا من السيناريوهات الخطيرة التي دخلت فيها بُلدانٍ أخُرى حولنا افترض حُكامها السذاجة في شعوبهم.
صحيفة الجريدة