قُلنا في مقالنا آبي أحمد في الخرطوم (1)، إنّه حَلّ في الخرطوم لساعات، واجتمع بالبرهان وحميدتي، واجتمع بالقِوى السِّياسيَّة في القصر الجمهوري، وطرح تصوُّره للحل السياسي في السودان، والذي كان هو جزءاً من تعقيده بالوثيقة الدستورية الانتقالية في أغسطس 2019م، قال في الاجتماعات:
1/ الحل حوار سوداني – سوداني، وهو الذي جعل الحل خارجياً وأدخل التدخُّل الخارجي في السودان، وكان هو درقة لقحت في حكومة حمدوك والاتفاق الأول في الحكومة الأولى.
وقال في (2) أو انتخابات رئاسية.
إذن حضور آبي أحمد وكلامه ما كان لله ولا لصالح الشعب السوداني، هو كلمة حق أريد لها باطل.
عليه، فلنُحلِّل زيارة آبي أحمد:
1/ كيف سمح الرئيس البرهان للسيد آبي أحمد أن يعقد اجتماعاته في القصر الجمهوري رمز وسيادة السودان، ويرفع علمه داخل القصر الجمهوري، وهذا انتهاكٌ للسيادة الوطنية وحتى ولو قبلنا ذلك فهو ليس رئيس إثيوبيا هو رئيس وزراء، وأيضاً محل آبي أحمد أم سفارته أو محل ضيافته.. من هذه النقطة بدأ التدخُّل الخارجي.
ثانياً، ما الغرض الأصلي من الزيارة العاجلة، هل فعلاً حل مشكلة السودان والتي آبي أحمد أحد أطرافها، لأنه هو الذي مكّن الحرية والتغيير في حكم السودان بوثيقة أغسطس 2019م جاءت به الحرية والتغيير المركزي مستنجدة بعد سحب البساط من رجليها (أكلته مملحاً الآن تبحث عنه ناشف)، أو نكاية في المصريين الذين أطلقوا مبادرة لحوار سوداني – سوداني بعد أن فشل آبي أحمد، وفشل فولكر، واتضح أنّ الأكثرية من الشعب السوداني ضد الحرية والتغيير المركزي، وضد الاتفاق الإطاري، وتقسمت الرباعية التي كانت درقة الحرية والتغيير والجواد الذي ركبت على ظهر الشعب السوداني به، وبادعاء الثورة التي منهم براءٌ (أكلوا اللحم وجدعوا العظم للثوار الحقيقيين)!!
إذن، آبي أحمد جاء لأمرين:
أحدهما مُناكفة لمصر ولم يحسب كم مصلحة السودان في مصر تاريخاً وتجارةً ومَودّةً وسكناً وعلماً وتعليماً، بل أمن مصر من أمن السودان، وكذلك أمن السودان من أمن مصر.
ولذلك مصر أحرص لاستقرار السودان من أيِّ أرضٍ أُخرى وتتأثّر مُباشرةً بما يحدث في السودان، الآن يسكنها أكثر من خمسة ملايين سوداني، ودعم القحاتة للرجوع لحكم السودان.
نصيحتنا للإخوة الحرية والتغيير المركزي، كفاكم درقات خارجية، اجعلوا درقتكم الشعب السوداني، خاصّةً وأنّ الوعي عمّ، ليس هنالك فرصة لاحتكار السلطة (سلطة هنا الخرطوم انتهت)، نحن في مرحلة هنا السودان، لن يغيب أحدٌ من حكم السودان (بالتي هي أحسن أو بالتي هي أخشن).
وليعلم الجميع، لن يمنعنا من حكم السودان فولكر ولا الرباعية ولا الثلاثية أو آبي أحمد أو أي واحد، نحن أهل السودان (شعباً ووطناً وحكومة وأرضاً) لن نسمح لأيِّ قوى في الأرض السيطرة على حكم السودان بدون وفاق وطني أو انتخابات..!
صحيفة الصيحة