سيناريو قاتم لمستقبل الدولار.. التراجع سيصل ذروته العام المقبل

استقر الدولار بالقرب من أدنى مستوى له في 8 أشهر مقابل العملات الرئيسية، اليوم الخميس، إذ أدى موسم قاتم لأرباح الشركات الأميركية إلى إذكاء مخاوف الركود، في ظل ترقب المستثمرين لاجتماعات البنك المركزي الأسبوع المقبل.

وصعد مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل سلة من العملات الرئيسية، 0.1% إلى 101.65، بعد انخفاضه إلى 101.52 في وقت سابق من الجلسة، ليقترب من أدنى مستوى له في 8 أشهر والذي بلغه الأسبوع الماضي عند 101.51.

وكان التداول ضعيفا بسبب عطلة رسمية في أستراليا واستمرار الاحتفال بالعام القمري الجديد في بعض أجزاء من آسيا.

وحذر اقتصاديو، ويلز فارغو، من مستقبل قاتم للعملة الأميركية مدفوعاً بالسياسات النقدية ونمو الأداء الاقتصادي النسبي، الأقل دعماً للدولار، إذ يروا أن الدولار شرع بالفعل في فترة طويلة من الانخفاض يمكن أن تستمر حتى عام 2024.

وكتب الاقتصاديون: “بدأ الدولار الأميركي في فترة طويلة من الانخفاض، حيث أصبح النمو النسبي وأساسيات السياسة النقدية أقل دعماً للعملة. نتوقع أن يكون انخفاض قيمة الدولار الأميركي تدريجياً في أوائل عام 2023 حيث تدخل الولايات المتحدة في حالة ركود خلال النصف الثاني من هذا العام، لكن مجلس الاحتياطي الفيدرالي يتردد في خفض أسعار الفائدة قبل الأوان”.

وتوقعوا أن يزداد معدل انخفاض الدولار في عام 2024 وما بعده، حتى مع بدء الاقتصاد في الاستقرار، وقالوا “نعتقد أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيبدأ في خفض أسعار الفائدة بشدة بدءاً من أوائل العام المقبل”.

وأضافت مذكرة بحثية للبنك، أن مؤشر الدولار قد يتراجع من المستويات الحالية، مقابل الاقتصادات الأجنبية المتقدمة بنسبة 3% بحلول نهاية عام 2023، وبنسبة تراكمية 8.5% بحلول نهاية عام 2024.

وأدى تراجع الأرباح والتوقعات المتشائمة من الشركات الأميركية وسلسلة من عمليات تسريح العاملين في قطاع التكنولوجيا إلى زيادة المخاوف من حدوث انكماش اقتصادي حاد في الولايات المتحدة، مما دفع المستثمرين إلى تقليص التوقعات بشأن المدة التي سيحتاجها مجلس الاحتياطي الاتحادي لمواصلة رفع أسعار الفائدة بقوة.

وقال خبراء اقتصاد في “ويلز فارغو”: “نظرا لأن الاحتياطي الاتحادي لم يعد هو من يقود رفع أسعار الفائدة وفي ظل توقعات بأن تزداد الاتجاهات الاقتصادية الأميركية سوءا، فإننا نعتقد الآن أن الدولار قد دخل في فترة انخفاض دوري مقابل معظم العملات الأجنبية”.

وستبدأ لجنة السياسات في مجلس الاحتياطي اجتماعات ليومين الأسبوع المقبل، وتوقعت الأسواق رفع سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وهو معدل أقل مما أعلنه البنك المركزي في العام الماضي عندما رفع أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس و75 نقطة أساس.

في غضون ذلك، تتوقع الأسواق أن يرفع كل من بنك إنجلترا والبنك المركزي الأوروبي، اللذين سيجتمعان أيضا الأسبوع المقبل، أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.

ومن المرجح أن يواصل البنك المركزي الأوروبي سياسة التشديد النقدي.

وجرى تداول الجنيه الإسترليني عند 1.2400 دولار، في حين تراجع اليورو 0.03% إلى 1.0911 دولار، رغم أنه ظل قريبا من أعلى مستوى له في تسعة أشهر عند 1.0927 دولار والذي سجله يوم الاثنين.

وبلغ الدولار الكندي 1.3399 مقابل الدولار الأميركي في أحدث المعاملات، بعد أن رفع البنك المركزي الكندي أمس الأربعاء، سعر الفائدة الرئيسي إلى 4.5%.

وارتفع الدولار الأسترالي 0.2% إلى 0.7117 دولار، وسط تزايد التوقعات برفع بنك الاحتياطي الأسترالي أسعار الفائدة، بعد أن أظهرت بيانات صادمة أمس الأربعاء أن التضخم في البلاد ارتفع إلى أعلى مستوى له في 33 عاما في الربع الماضي.

وصعد الدولار النيوزيلاندي 0.1% إلى 0.6486 دولار، بعد أن انخفض 0.43% في الجلسة السابقة إذ جاء التضخم السنوي للربع الرابع أقل من توقعات البنك المركزي.

وفي آسيا، ارتفع الين الياباني 0.2% إلى 129.32 للدولار.

العربية

Exit mobile version