محمد عبد الماجد

محمد عبد الماجد يكتب: عمرو أديب وإعلام (العوالم)

(1)
عند الاعلام المصري قدرة فائقة في التلون والتشكل حسب لون (رابطة عنق) الرئيس او لون (الجوارب)!! … الامر عندهم اسهل من دوران (مروحة التربيزة) التى يتم تثبيتها دائماً في اتجاه الرئيس.
· الدراما المصرية في السنوات الاخيرة انحسرت في المسرح وفي السينما وفي التلفزيون، في الوقت الذي تمددت فيه في برامج (التوك شو) التى تشبه عندي الى حد كبير (حنة العروس) الصغرى.
· احترم اعلام الانقاذ لأن الغالبية العظمى منهم انسحب من الساحة او بقي فيها مدافعاً عن النظام البائد في استحياء… اعرف ان ذلك الامر فرضه الشعب الذي يمكن ان يقبل كل الاراء ويسمع كل الاطراف عدا ان تكون (منافقاً) ، تنتقل من حكومة الى حكومة مثل (الجناح) في مباريات كرة القدم الذي يجيد اللعب شمالاً ويميناً وينتقل بين هذا وذاك مع (الهجمة)، مع ذلك احسب لإعلام الانقاذ انسحابه من المشهد الاعلامي.
· في مصر اعلام جمال عبدالناصر هو نفسه اعلام السادات .. وإعلام السادات هو اعلام مبارك وإعلام مبارك هو اعلام السيسي.. المفارقة ان اعلام مرسى ايضاً كان من نفس الفصيل.
· التغيير في مصر يمكن ان يحدث في كل شيء عدا (الاعلام).
(2)
· سمعت وتابعت عبر مواقع التواصل الاجتماعي اخباراً تتحدث عن رفض عمرو اديب عودة حمدوك الى منصبه من جديد رئيساً للوزراء .. وأديب يعبر بذلك عن رفض الحكومة المصرية لعودة حمدوك فهو (ببغاء) ناطق. والرفض المصري لعودة حمدوك شهادة في حق حمدوك يجب ان تحسب له.
· يحتضنون صلاح قوش ويرفضون عودة حمدوك .. يا للمفارقة!!
· عمرو اديب لم يكتف بطرح رأيه في برنامجه التلفزيوني عن عودة حمدوك وإنما سخر من ذلك وهدد ، وكأن السودان الدولة ذات السيادة والشعب الواعي تحت الحكم الخديوي المصري.
· لا اعتقد ان عمرو اديب يستطيع ان يتحدث بهذه الطريقة عن (طبلية) في بيته الوثير.
·السودان قبل (الاستقلال) وهو دولة (مستعمرة) عندما كان يفرض عليه رئيس او قائد يقطع رأسه كما في حدث مع (غردون) في الخرطوم ومع (اسماعيل باشا) الذي حرق في شندي وما زالت رائحة الشواء عالقة في سماء (شندي فوق) بسبب تجاوز الخديوي المصري.
· اذا نظرت الى هذا الرد القاسي المتمثل في قطع الرقاب والحرق تعرف قيمة هذا الشعب وقوته وشدة بأسه.
·أبعد هذا ؟ وبعد ثلاث ثورات شعبية لم تعرفها البلاد العربية والأفريقية في تاريخها كله هل يمكن ان تحدد جهة خارجية اياً كان وزنها وقيمتها رئيس وزراء السودان؟
· المفارقة ان الذي يريد ان يحدد للشعب السوداني صاحب الثورات الثلاث رئيس وزرائه هو عمرو اديب ، الاعلامي المصري الذي ان اراد التحدث بجرأة وحرية تحدث عن الطريقة التى يعد بها طبق (المحشي) والكيفية التى يجهز بها صحن (الكشري).
· لقد شاهدت حلقات كثيرة في برنامج (الحكاية) الذي يقدمه عمرو اديب ووجدته يبدع ويتجلى فقط في تناول المأكولات والانتقال من مائدة الى مائدة وهو فرح بذلك ليخرج الى فاصل اعلاني اظن فيه يغسل يديه وفمه من اثار الاكل ليحدث الشعب المصري بعد العودة من الفاصل الاعلاني عن (التقشف) والزهد ويدعوهم الى الاكتفاء من الاكل بمشاهدة برنامجه وهو ينتقل من طبق الى طبق في خفة الغزلان.
· عمرو اديب الذي لا يستطيع ان يطرح علامة استفهام واحدة لرئيس الوزراء المصري إلا بعد اقالته يريد ان يختار للسودان وشعبه العظيم رئيس الوزراء الذي يحكمه… وهو لا يملك ان يختار (البدلة) التى يلبسها ويظهر بها في الفضائية المصرية.
· نقول لأديب رئيس الوزراء في السودان ليس (طبخة) حتى تحدد (ملحها) و (خضارها) و(بصلها) و(توابلها) و(درجة الحرارة) التى تستوي فيها ، وهو ليس صحن (كشري) تتناوله قبل الطلوع على الهواء لتسخر وتضحك وتصرخ حيناً وتتلفت يميناً وشمالاً وتعض على شفتيك ولا يخرج منك بعد كل ذلك إلا انتقاد حده الاقصى سما المصري او رانيا يوسف او محمد رمضان.
(3)
· مع الغلاء الفاحش الذي تشهده مصر في هذه الفترة ومع الارتفاع الجنوني للدولار والهبوط الحاد للجنيه المصري ، مصر في هذه الايام مشغولة بعودة شيرين عبدالوهاب الى طليقها تامر حبيب ، هذا الحدث قتلوه بحثاً في مصر الآن الشخصية التى تتصدر التريند هي المذيعة ياسمين عز التى حولت الزوجة الى (جارية) في بلاط الزوج… عقد الزواج ليس عقد استرقاق… والمرأة تكرم ولا تهان.
· عمرو اديب يترك كل هذه الاحداث ويقفز الى جنوب الوادي ليضع شروطه في اختيار رئيس الوزراء في السودان ويحدد ويندد ويهدد.
(4)
· اذا سألتم أنفسكم لماذا ترفض مصر عودة الدكتور عبدالله حمدوك ؟ اقول ان مصر ترفض حمدوك لأن رئيس الوزراء السابق تجاوز دول المحور الاقليمي وعبر الى اوروبا مباشرة بدون وسيط. مصر تنظر الى السودان على اساس ان أي منفعة او فائدة تأتي للسودان يجب ان تمر بمصر او ان تكون خلالها حتى يأخذوا الجزء الاكبر من المصلحة.
· اذا امطرت السحب في السودان .. في مصر ينتظرون حصاد ذلك.
· حمدوك في فترة وجيزة صنع وأسس علاقات للسودان بالدول الاوروبية لم تعرف الدول العربية مع استقرارها وكل امكانياتها ان تصنع نصفها.
·من خلال بحث خاص ونظرة شخصية وخبرة صحفية محدودة وجدت ان جماهيرية حمدوك عريضة رغم انه جاء في فترة صعبة ومعقدة والمعاناة فيها كانت كبيرة إلا انه استطاع مع كل هذه الظروف والتعقيدات ان يصنع شعبية كبيرة في السودان .. وشعبية حمدوك خطر على الكثيرين بما في ذلك الحزب الشيوعي السوداني وقبل ذلك طبعاً مصر والكيزان والعسكر.
(4)
· بغم
· في مصر مذيع اسمه تامر امين أقترح ان تدرج مشاهدة برنامجه ضمن العقوبات في القانون الجنائي السوداني.
· وكل الطرق تؤدي الى (المدنية).

صحيفة الانتباهة