زاهر بخيت الفكي يكتب: وين انجازاتكم يا منّي..؟

رحم الله العم عبدالرحمن دبكة وصحبه الأكارم، لقد فعلوا ما بوسعهم، ونجحوا في اخراج الانجليز من ديارهم، وحققوا لبلادهم الاستقلال المُشتهى، في زمانٍ خلّت فيه أياديهم من كُل أدوات المقاومة المادية، ولكنهم نجحوا في اخراج المُستعمر باتحادهم واتفاقهم، وباصرارهم على تحرير بلادهم.
فماذا فعلنا نحن وقد سلمونا البلاد مُحررة ومملوكة بكاملها لنا..؟
ما من شئٍ فعلناه سوى التغنّي بتلك الأمجاد، والفخر بما فعله الأجداد..
(قال السيد حاكم دارفور مناوي لدى مخاطبته إحتفال تكريم مقدم مقترح الاستقلال عبد الرحمن محمد إبراهيم دبكة بحسب صحيفة (الجريدة)، إنّ سياسيين اليوم الذي يعتقدون أنهم الشعراء والفقهاء وأنهم من حرروا هذه البلاد ، ذاكرتهم ضحلة نسوا معارك كرري ، وشيكان وحصار الخرطوم ، والأبيض، وأردف أنّ ساسة هذه الأيام التاريخ بالنسبة لهم غير مهم ووحدة البلاد آخر اهتماماتهم، واستدرك لكن السلطة هي المهمة والوحدة لن تتحقق الا بالتراضي والاعتراف بكل تفاصيل ثقافات الشعب السوداني، وأضاف بأنّ من يُشاركونه السُلطة اليوم بأنّهم سياسيين فكة، لا يُساوون جنيهاً واحدا).
اتفق تماماً مع ما جاء به السيد مناوي من حديث، في وصفه لمن صعدوا في غفلةٍ من الزمان على مقعدِ السُلطة، بأنهم سياسيين فكة ولا يساوون جنيهاً واحدا، واتفق معه أيضاً في حديثه عن صُنّاعِ الاستقلال، في أنّهم قاوموا وقاتلوا وانتصروا، ورحلوا وهُم سُعداء بما حققوه من انتصار.
حديثك عنهم في مكانه، ولكن هل حدثتنا عن نفسك وأنت شريك أصيل لمن وصفتهم بالفكة..؟.
هل يا تُرى مع مجموعة دبكة التي قاومت الاستعمار، واستطاعت بنضالها اعلان الاستقلال، تُصنِّف نفسك يا أركوي..؟
نقول للسيد مني أنّى لك الهُروب من سياسيين الفكة، فماضيكُم والحاضِر كُلو فكة في فكة، حدثنا بالله عليك عن أي انجاز يُخرجك من دائرتهم، ولقد مضى دبكة ورفاقه بانجازاتهم، فماذا فعلتُم أنتم..؟
لقد خلّد التاريخ سيرة الذين قاوموا الاستعمار ونالوا للسودان استقلاله، لأنهم فعلوا المطلوب منهم بجدارة، وقد حفظ لهم التاريخ (الفعل)، فالزعامة يا قائد، تتطلّب الصدق الشديد مع النفس أولا، ومع من تتزعمهُم، ومع من تُريد منهم الانضمام إلى ركبك، حدثنا بالله عليك عن أي خطوة خطوتموها للأمام للاقتراب من الزعامة الحقيقية، التي تدفعك انجازاتها لتصنيف نفسك، مع الكبار، وتنأى بك عن الصغار من مجموعات الفكة، ووجودك وأنت حاكم في زمان الفوضى، وغياب دولة القانون، ومُشاركتك لمن كانوا سبباً في تغيير قاطرة الحُرية والديمقراطية عن مسارها، هذا وحده يكفي لتصنيفك، فلا تربطوا أنفسكم بالكبار أمثال السيد دبكة ورفاقه، فانهم أوفوا بما وعدوا، وحققوا بعزيمتهم، ما لم ولن تستطيعوا تحقيقه وأنتُم هكذا.
أهلنا في دارفور سئموا الكلام، فابحثوا لهم عن ما يدعم وقوفهم معكم.

صحيفة الجريدة

Exit mobile version