أشرف عبدالعزيز يكتب: الشاهد السابع!!

صمود وجسارة وثبات منقطع النظير يسجله الشباب الثوار المتهمين في قضية مقتل العميد شرطة بريمة والرقيب بالإستخبارات العسكرية ، فالبرغم من مرارة التعذيب ومحاولات الضغط المستمرة تتكشف الحقائق يوماً بعد يوم وستكون ضمن أوراق السجل التأريخي الذي سيدون موثقاً لبراءة هؤلاء الشباب الذين خرجوا من أجل سودان يحكم بالحكم المدني تسوده العدالة والحرية والسلام والديمقراطية.
في جلسة محكمة رقيب الاستخبارات أمس كشف شاهد عن تعرضه لتعذيب وابتزاز من الاستخبارات العسكرية، من أجل الشهادة ضد المتظاهرين المتهمين بقتل الرقيب ميرغني الجيلي.
وفي 8 مارس 2022، أعلن الجيش أن رقيباً يتبع له قتل بطريقة وحشية مع التمثيل بجثته بالتزامن مع مظاهرة حاشدة رافضة للحكم العسكري شهدتها المنطقة المحيطة بشارع القصر.
ولاحقًا، أوقفت السُّلطات عدد من المتظاهرين تعرضوا لتعذيب، قبل إحالتهم إلى المحكمة التي عقدت عدد من الجلسات في القضية.

الشاهد السابع في جلسة الأمس أبلغ المحكمة بتعرضه لتعذيب وابتزاز من الاستخبارات وأشارت الشاهد جاد الكريم جمعة 21 عامًا، والذي جرى توقيفه بعد أسبوع من مقتل الرقيب بأنه أُودع في مقر احتجاز تابع للاستخبارات العسكرية لمدة شهر ، وتم إغراق الزنزانة المحتجز فيها بالمياه لمنعه من النوم، قبل أن يطلب الضباط المشرفين على تعذيبه منه الشهادة ضد المتظاهرين.
وقال إنه “خاف على نفسه بسبب الضغط عليه بعد اتهامه بأنه المتهم الأساسي في قضية مقتل رقيب الاستخبارات، وابتزازه بدعوى سابقة حيث هدده الضباط بفتح الدفاتر القديمة حال لم يتعاون معهم”.

وذكر أن الضباط ابتزوه بإشانة سمعته بأنه “مثلي” واستخراج تقارير تؤكد هذا الإدعاء وعرضها على أسرته وقال: “إزاء هذا التعذيب والابتزاز، وعدتهم بالشهادة خوفًا على حياتي ومن أجل الإفراج عني”.
وكشفت محامية الدفاع رحاب المبارك عن أن الشاهد كان يدلي بأقواله “والدموع تنهمر من عينه”، مشيرة إلى هذا الأمر يوضح الضغط النفسي والتعذيب الذي تعرض له.

واستجابت المحكمة لطلب هيئة الدفاع الخاص بحماية الشاهد جاد الكريم جمعة وفق قانون الإثبات لسنة 1991 ومنشور رئيس القضاء المتعلق بحماية الشهود.
وطلبت هيئة الدفاع من المحكمة منحها إذن فتح دعاوى جنائية ضد الضباط الذين عذبوا الشاهد، بتهم التأثير على سير العدالة والإرغام على شهادة الزور والاختطاف والاحتجاز غير المشروع والابتزاز.
مهما كانت الدوافع والعواطف فهي لا تتيح لأي مسؤول كان إستخدام شريعة الغاب للوصول الى اعترافات ملفقة قد تؤدي بوصول شباب غض كل همه أن يرى بلاده في مصاف الدولة المتقدمة إلى المقصلة ، في حين أن ابسط قواعد التحري تشير الى ان تسجيل الاعترافات بهذه الصورة ضعيفة البينة ولن تغير مجرى القضية وهاهي الفضيحة تظهر بـ(جلاجل) نتيجة إفادة الشاهد السابع وكشفه لهذا النوع من الممارسات القميئة.
التحية للشاهد ولكي لا ننسى الثوار المتهمون هم: خالد مأمون خضر، حمزة صالح، محجوب إسماعيل، شرف الدين أبو المجد، سوار الذهب أبو العزائم، مايكل جميس، قاسم حسيب وحسام منصور (الصياد).

صحيفة الجريدة

Exit mobile version