جعفر عباس يكتب.. المرأة مفترية وهاكم الدليل

أذكر يوم ظلت أم الجعافر حبيسة الفراش طوال أسبوعين، بسبب نوبة إنفلونزا محترمة، فاتهمتني بأنني نقلت لها الفيروس، وكنت قبل وعكتها تلك قد اصبت بإنفلونزا الدجاج والبعير والحمير، وعانيت من سعال ديكي ونهيق وشهيق، وافتقدت أمي، فلو كانت على قيد الحياة لأرسلت لي بواسطة دي إتش إل، لبن حمارة بت أصول، وبمجرد إصابتي بتلك النوبة من المرض، استولت أم الجعافر على مقاليد الأمور، وصارت “الكلمة كلمتها والشورة شورتها”، وكلما فتحت فمي لأحتج على أحد قراراتها التعسفية صاحت: هس ولا كلمة.. الدكتور قال لك تنكتم خالص!! واللهم لا شماتة، فقد تعافيت من ذلك المرض الدواجني الدوابي، ولزمت زوجتي الفراش بدلاً مني، بعد أن نصحها الطبيب بعدم الحركة! وكل ابتلاءات ابن آدم وراءها حكمة إلهية، وقد صادفت الفترة التي قرر الأطباء فيها شل حركة زوجتي، إقامة معرض كبير للمجوهرات في الدوحة، وتعافت زوجتي جزئياً في اليوم التالي لانتهائه!!
مثل تلك المعارض التي تباع فيها الساعة الواحدة بخمسين ألف دولار لا تهم شخصاً مثلي ولكن عندما تقع عيون النساء على الماس واللؤلؤ والزمرد والأحجار التي تسمى “كريمة” (لم أسمع بأحجار بخيلة او لئيمة أو خسيسة)، ينتابهن الاحساس بالنقص وتدرك الواحدة منهن أن علبة المشغولات الذهبية التي كانت تمتع نظرها بها بين الحين والآخر، تعتبر “أي كلام”، وأذكر أن زوجتي اطلعت قبل سنوات على إعلان عن المعرض السنوي للمجوهرات، به صور لمجوهرات تزغلل العين، وقالت: اشتري لي هذا العقد، ووضعت اصبعها على صورة معينة! كدت أن أعضها في أصبعها ذاك، ولكنني كظمت غيظي وقلت لها: أمهليني اسبوعاً لأنني حتى أذهب إلى المحكمة الشرعية لتغيير اسمي إلى جعفر غيتس، أو تقبلي بزواجي من طليقته مليندا التي كسبت 65 مليار دولار من الطلاق
في معظم بيوتنا تقع مسؤولية كسب الرزق على الرجل، ومع هذا فإن المقتنيات الخاصة بأي رجل، من ملابس وساعات وأحذية، لا تساوي قيمة قارورة عطر أو خاتم يخص الزوجة! أدخل عزيزي المتزوج حمام غرفة النوم الزوجية وانظر الى تشكيلة الأنابيب والقوارير ذات الأشكال البهية التي تخص مدام كوري الخاصة بك، وتذكر أن كميات أخرى من تلك الأشياء مخزونة في أدراج التسريحة، ثم أبحث هناك عن شيء يخصك، وقد تقع عينك إذا أمعنت النظر على علبة نيفيا او جلسرين، لا يساوي سعرها سعر قلم كحل طوله 7 سنتيمترات. ومع هذا تتهمنا النساء بالأنانية والبخل
هناك مجالات معينة في الحياة حصلت فيها المرأة على حقوقها ب”الكوريك”، بحيث لم يعد الرجل يتميز على المرأة، إلا بحقوق مثل التدخين العلني والسهر وحرية الصياعة، وقرات قبل حين من الزمان مقالا لكاتبة صحفية سودانية تتساءل فيه: هل تبقى القوامة مع الرجل وزوجته “تصرف عليه” وقوامة الرجال بنص القرآن “بما أنفقوا”؟ وهناك مئات السيدات السودانيات اللواتي دخلن سوق الأعمال الحرة وصار لهن “اتحاد نساء العمل”، وهكذا تفرعنت المرأة السودانية حتى صار من الصعب جداً على الرجل السوداني الزواج بأخرى “علناً” بدون الرضاء التام من الزوجة الأولى، ولكن من الصعب جداً أن ينال ذلك الرضاء، وما يحدث غالباً هو أن الرجل قد يستجمع شجاعته ويصارح الزوجة برغبته تلك، فيصاب بعاهة مستديمة تجعله غير صالح للزواج، ويفسر هذا لماذا فشل جداً أبو الجعافر في أن يصبح الزوج رقم تسعة عشر للشحرورة صباح

جعفر عباس

Exit mobile version