رياضية

إنقاذ لاعب مصري بلع لسانه.. كيف يتم التعامل مع تلك الحالات؟

تمكّن محمد علام رئيس الجهاز الطبي بنادي شباب بسيون الرياضي الذي ينافس على الصعود لدوري المحترفين في مصر، من إنقاذ لاعب الفريق أحمد الجويلي الذي “بلع لسانه” نتيجة كرة مشتركة بينه وبين لاعب آخر.

لم ينتظر علام صافرة حكم المباراة وانطلق نحو اللاعب مسرعاً: “أتابع المباراة بشغف، ورأيت الكرة المشتركة وكنت متأكداً من أن اللاعبابتلع لسانه، وزاد من تأكيدي لذلك أن حكم المباراة كان يطلق صفاراته بشكل هستيري مع صراخ من جميع اللاعبين المحيطين باللاعب الساقط على الأرض”.

تفاصيل الواقعة
ويحكي رئيس الجهاز الطبي بالنادي: “النتيجة كانت التعادل بيننا وبين نادي زفتي في إطار منافسات الصعود لدوري المحترفين، وانتهى وقت المباراة الأصلي وكنّا في الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، رأيت أن التدخل قوي للغاية لذلك أسرعت بكل طاقتي، وعندما وصلت تعاملت مع الموقف مسرعاً لأن الثانية في تلك الأوقات تفرق في عودة اللاعب للحياة مرة آخرى”.
“درسنا أن التدخل بهذا الشكل يحدث معه بلع للسان، لذلك قمت بفتح مجرى الهواء (يد على الذقن والآخرى أسفل الرأس) غير أن اللاعب كان مصاب بتشنجات قوية، لدرجة جعلتني أطلب من اللاعبين المحيطين إمساك يده حتى أتمكن من إنقاذه” هكذا يقول.

وتابع علام في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية”: “بفضل من الله تمكنت مع التعامل معه وإعادته للحياة مرة آخرى، وأصرّ على استكمال المباراة ولكنني رفضت ذلك، وأصريت على عمل أشعة مقطعية، وهو الآن في منزله يتم متابعته بصفة مستمرة حتى التأكد من ميعاد وإمكانية عودته للملاعب”.

وناشد رئيس الجهاز الطبي بالنادي المسؤولين عن المنظومة الرياضية في مصر، بتوفير سيارات إسعاف مجهّزة في كافة المباريات: “السيارات الموجودة في بعض الأوقات مستواها أقل من المطلوب ولا يوجد فيها الاحتياجات الأساسية للتعامل مع الحالات الطارئة، بجانب وجود مسعف ليس على دراية بالتعامل مع الأزمات الطبية”.

وأردف: “المنظومة تقوم في البداية على سلامة اللاعبين قبل التنظيم الرياضي للمباريات، وهناك عدد كبير من اللاعبين توفوا بسبب بلع اللسان خلال السنوات الأخيرة، فيجب توافر كافة التجهيزات الطبية في الملاعب”.

كيف يتم التعامل مع الحالات المشابهة؟
يقول الدكتور أحمد السيد طه أخصائي إصابات الملاعب إنّ: “حالة بلع اللسان في الملاعب هي انسداد مجرى الهواء الداخل للرئة من خلال لسانه، فعندما يحدث تدخل عنيف في رأسه ينتج عن ذلك فقد الوعي وتحرّك اللسان إلى مؤخرة الحلق”.
وأضاف طه في حديثه مع موقع “سكاي نيوز عربية” أنّ: “السرعة والتدخل بحكمة هما المحركان الرئيسيان لإنقاذ اللاعب، وأن يكون متواجد طبيب يعرف التعامل السليم مع مثل تلك الحالات، فمجرى الهواء هو الأولوية وهنا يتم استخدام طريقتين الأولى رفع الذقن أو دفع الفك وفي الأسلوبين مرفوض وضع الإصبع داخل فم المصاب”.

يستخدم الناس مصطلح “بلع اللسان” إشارة منهم على اللسان الذي تراجع نحو الحلق، وتسبب في انسداد مجرى التنفس.
التعامل مع الحالات المشابهة يكون عن طريق إرجاع رأس المصاب إلى الخلف والضغط على الفك السفلي.
إبقاء الفم مفتوحاً لوجود مجرى للهواء ومنع اختناقه.
وضع المصاب على جانبه الأيمن لكي يتنفس بشكل أفضل.
وطالب أخصائي إصابات الملاعب وزارة الشباب والرياضة بالتعاون مع الهلال الأحمر المصري لإعطاء دورات طبية حول الإسعافات الأولية لجميع العاملين في المنظومة الرياضية واللاعبين، لكي يتم التدخل السريع، لأن بعض الحالات عندما يتدخل الجهاز الطبي ويبدأ في التعامل مع المصاب يكون قد فقد حياتهوقائع آخرى
وشهدت الملاعب المصرية والإفريقية عدد من حالات الوفاة نتيجة “بلع اللسان” خلال السنوات الأخيرة، حيث توفي لاعب السكة الحديد في يناير عام 2021 خلال مباراة فريقه وأبناء قنا بملعب شركة النحاس في محافظة الإسكندرية.
في 2017 توفي اللاعب حامد مهدي ناشئ نادي الزمالك السابق ولاعب دكرنس حينها بعد بلع لسانه.
توفي مارك فيفيان فوي نجم المنتخب الكاميروني السابق في أرض الملعب عام 2003 خلال مباراة منتخب بلاده أمام كولومبيا في كأس القارات.
هناك عدد من اللاعبين نجوا بعد “بلع اللسان” كلاعب الأهلي السابق محمد صديق الذي أنقذه الجهاز الطبي خلال مباراة فريقه أمام طلائع الجيش.
ونجا بشير التابعي لاعب الزمالك السابق من الوفاة، بعد أن تعرض مع منتخب مصر لبلع لسانه، قبل أن يستطيع الجهاز الطبي للفراعنة إنقاذه في اللحظات الأخيرة.

سكاي نيوز