جي 20 الهند، ما الذي تكسبه أفريقيا؟
هذا العام تتربع الهند على عرش مجموعة العشرين، وقد استلم رئاستها في “جزيرة بالي” في نوفمبر 2022 رئيس وزراء الهند ناريدندرا مودي من الرئيس الإندونسي جوكو وديدو، وتتولى الهند تنظيم قمة العشرين في سبتمبر هذا العام 2023.
ما هي “مجموعة العشرين”؟ وما هي الفوائد التي يجنيها الأفارقة ومن ضمنهم السودان من هذه المجوعة في نسختها الهندية؟
مجموعة العشرين هي الدول الأكبر إقتصاديا في العالم، وللأسف لا يوجد فيها من يمثل أفريقيا غير دولة جنوب أفريقيا، وهي دول قوية ومؤثرة، ولكنها لا تكفي وحدها مع العمالقة الكبار.
مفهوم تجمع العشرين أن النظام الإقتصادي العالمي وإن كانت السمة العامة فيه هي التنافس وليس التوافق إلا أنه هنالك مخاطر تواجه الجميع إشتراكيين كانوا أم رأسماليين أو أنظمة هجين، ديموقراطيين أو شموليين، ولذلك لا بد من وضع التنافس جانبا في بعض القضايا وإلا تضرر الإقتصاد العالمي.
مجموعة العشرين ليست مجرد قمة رؤساء، هنالك قمم واجتماعات على مدار العام، فقد يلتقي وزراء السياحة في مجموعة العشرين في قمة، قد يلتقي وزراء الصحة في قمة أخرى، قد يلتقي وزراء النفط للتفاوض حول صراعات أوبيك، من الممكن تنظيم معارض تجارية ومناشط جانبية تسمح بتواجد الدول والشركات والمراكز من خارج مجموعة العشرين.
ولذلك فإن الحديث عن أن قمة العشرين نادي مغلق غير صحيح.
أتوقع أن تغلب قضايا الأمن على قضايا الإقتصاد في مناشط مجموعة العشرين هذا العام، ولكنني متفائل للغاية أن تخفف رئاسة الهند من التصعيد العنيف في الحرب الأوكرانية الروسية، وذلك لأنه الهند مقبولة جدا لدى روسيا فقد وقفت معها ضد العقوبات، ومن جانب آخر، حتى الآن لا غنى لأمريكا عن الهند بعد تنامي قوة الصين. إذن، إلى حد كبير تعتبر الهند حليفة الطرفين، ومستقلة عن الطرفين في ذات الوقت. ولذلك، بالرغم من أن القضية معقدة للغاية فإن قدرة الهند على إنهاء أو على الأقل تهدئة الحرب واردة.
تترأس الهند حاليا المجموعة ولديها إستراتيجية تواصل وتعاون أفريقي واضحة المعالم، ومن المتوقع أن يكون على رأس التحديات أمام قمة العشرين – في الحوار الدولي- الحد من آثار أزمة الغذاء التي ضربت العالم وبالذات أفريقيا بسبب الحرب الأوكرانية.
في هذه النقطة بالذات، لا يمكن أن يكون السودان بوصفه من الدول الأولى في القدرة على إنتاج الغذاء في أفريقيا بعيدا من هذا المشهد، لا سيما والسودان الآن يحتضن تأسيس مجلس الأعمال الهندية السودانية وفيه تمثيل كبير للشركات الزراعية السودانية.
من جهة أخرى، تأكد تماما بعد قمة أمريكا وأفريقيا في واشنطون أن التنافس الدولي صوب أفريقيا يتصاعد ولا يتراجع، وعلى أفريقيا مجتمعة، وعلى الدول الأفريقية منفردة أن تعيد ترتيب أولوياتها ومراجعة تحالفاتها.
ما أنصح به، تسريع تأسيس وتشكيل المجلس، تبادل زيارات وأن تكون متزامنه مع الأنشطة والفعاليات ذات الصلة بقمة العشرين على مدار العام.
مكي المغربي
صحيفة الانتباهة